د. علي العمري - صحيفة المدينة انتهيت قريباً من تصوير برنامج تلفزيوني جديد عن البنات ولهنَّ، بفكرة جميلة تناسب طريقتهن، ومن ضمن فقراته تصوير تقارير مصورة للبنات في الأسواق، تعلق فيها عشر فتيات عن الموضوع الخاص بهنَّ، فلما رأيت التقرير، اضطررت أن أحذف ثلاثة أرباعه!! كلمات كثير منهن متفتحة لأبعد درجة، وملابسهنَّ الخارجية كأجمل الفساتين المزخرفة، دعك من الأصباغ، وظهور الشعر، و ...! والحقيقة أنني لن أرضى عن عرض ذلك التقرير ولو دفع لي الخواجة (ساركوزي) نفس الأموال التي عرضها لبعض الناخبين اللبنانيين! أنا في الحقيقة لا أحب طرح الرأي الواحد، أو عرض المشهد الواحد، وما شاهدته يقيناً ليس هو الحال عند كثير من فتيات وبنات البلد. وأنا مؤمن كإيماني بإشراق الشمس وظهور القمر أن في بنات وفتيات البلد الخير الكثير، وأعلى درجات العفة والتصميم على الفعل الإيجابي، والرقي الأخلاقي، والمثل العليا التي تفضح الكثير من الرجال، ودوننا آلاف قصص الصبر والتحمل من البنات الصغار تجاه ما يجري في بيوتهن ومع أزواجهن في أول حياتهن. وفي المقابل هناك تجاوزات، ومحاولات لإلقاء الفتيات في مجالس الشباب، وتركهن يقررن كل شيء ويفعلن كل شيء بأنفسهن دون مساندتهن ودعمهن بالأسلوب الصحيح. ولست أدري ما هو الحال لو كانت عائشة رضي الله عنها في مجتمعنا وبين بنات البلد، يا ترى ماذا ستفعل وتقول؟! روى الإمام أحمد في مسنده: أن نساءً من أهل حمص أتين عائشة -رضي الله عنها- فقالت لهن: لعلكن من النساء اللواتي يدخلن الحمامات؟ فقلن لها: إنا نفعل. فقالت لهن: «إيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وما بين الله». وفي هذه القصة تنكر أم المؤمنين على نساء حمص اللواتي أتينها، وما كان من أعمالهن من دخول الحمامات التي تسمى اليوم الحمام المغربي أو حمامات السونا. مع أن عورة المرأة للمرأة ما بين السرة إلى الركبة!! وفي قصة أخرى ذكرها ابن سعد في طبقاته رأت عائشة رضي الله عنها حفصة بنت أخيها عبدالرحمن وعليها خمار رقيق يشف، فأخذته عائشة وشققته وأعطتها خماراً ساتراً، وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟! إن الهجوم على بنات وفتيات البلد كبير وكبير جداً، خاصة من بنات بعض الجنسيات عبر الإذاعة والتلفزيون، اللواتي قال عنهن د. أحمد الكبيسي، إنهن من أسباب سقوطنا المعاصر!. وفي مقابل هذه الصورة نماذج كثيرة للعزة الإيمانية والإبداعات النسائية قوية وقوية جداً، ولكن: من غلب في التبني لمشاريعهن فإنه سيغلب!! والله يذكره بالخير الشيخ الصعيدي: عبدالسلام بسيوني، الذي أثار كوامن (ساركوزي) في كتابه «وقال نسوة»: سيبوا الفتاة وشأنها وثقوا جميعاً أنها هي حرة بسلوكها لا تطلبوا لبس الحجاب إن الفتاة رشيقة شوفوا فالنتينا وكوري شوفوا البنات الرائعات شوفوا الشياكة والأناقة فيها التدلل والصبا فيها المهارة والشطارة للفرفشة والدردحة تعطي نتائج مفرحة مهما بدا من رحرحة ولا الهدوم الكالحة وخفيفة وملحلحة شوفوا مدونا السائحة المائسات بدردحة والجسوم الصابحة منها الأنوثة لائحة بالمواهب طافحة