لقد شرف الله سبحانه زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وعن أبيها، حيث أمره بالزواج منها. فهي الصادقة بنت الصديق وهي الزوجة البكر الوحيدة من بين نسائه -عليه الصلاة والسلام-. وكان يقول -عليه الصلاة والسلام- في مدحها: “إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام”. وقد كانت -رضي الله عنها- فقيهة عالمة فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يقول: “خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء” وسماها الحميراء لأن خدودها -رضي الله عنها- بيضاء مشدوبة بحمرة وكثيرًا ما نزل الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو في بيتها وحجرتها وهذا شرف عظيم لها -رضي الله عنها-. وقد اتهمت -رضي الله عنها- وأرضاها في عرضها وشرفها فبرأها الله من فوق سبع سماوات بآيات تتلى إلى يوم الدين. ولقد اختار الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يموت ورأسه بين سحْر عائشة ونحرها -رضي الله عنها- ولقد كان جبريل يبعث سلامه إليها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان لعائشة -رضي الله عنها- مكرمات على هذه الأمة ومنها: خرج الرسول والصحابة في غزوة إلى خيبر وكانت عائشة -رضي الله عنها- مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي الطريق سقط عقد عائشة -رضي الله عنها- فأخبرت الرسول عليه السلام فأمر بالمبيت من أجل عقد عائشة وكأن بعض الصحابة تضجروا من المبيت لأن الماء نفد فذهبوا إلى أبي بكر الصديق يشكون عليه فذهب أبوبكر إلى ابنته عائشة يعاتبها فأنزل الله آية التيمم بسبب عائشة ففرح بها الصحابة رضوان الله عليهم وفرح أبوبكر رضي الله عنه وذهب إلى عائشة، ويقول: أنت مباركة أنت مباركة. وقد روت عائشة -رضي الله عنها- كثيرًا من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهذا بعض من فضلها -رضي الله عنها- وأرضاها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سعيد عبدالله آل منصور القرني