خلف الحربي - *نقلا عن جريدة "عكاظ" السعودية ارتبط مصطلح (الفبركة) بالصحافة الرخيصة ولكن في بعض الدول العربية تسمى محلات الخراطة (محلات فبركة)، أما عندنا فإن بعض الصحف الإلكترونية أصبحت تعتمد في كل أخبارها على الفبركة حتى أصبح بإمكاننا أن نسميها: صحف (خراطة)!، هذه الصحف الإلكترونية الرديئة يديرها أشخاص لم يجدوا فرصة للعمل في الصحافة الورقية لضعف إمكانياتهم فقام كل واحد منهم بدعوة بعض (الربع والجماعة) المتناثرين هنا وهناك ثم أطلق بمساعدتهم موقعا إخباريا مليئا بالصور المفبركة والأخبار الكاذبة والتعليقات الهابطة وهم يظنون أن (عزبتهم) العنكبوتية هذه هي ما يسمى بالصحيفة الإلكترونية، وإمعانا في امتهان التكنولوجيا فقد يطلقون خدمة رديفة لرسائل الجوال. نعم ثمة محاولات جادة لإطلاق صحف إلكترونية محترمة ولكنها محاولات نادرة جدا ولا يتجاوز عددها صحيفة واحدة أو صحيفتين على أبعد تقدير، ولكن إذا أردنا الحديث عن الحالة السائدة فسوف نجد أن المواقع الإخبارية الركيكة التي تكتظ صفحاتها بالإشاعات والأخبار الكاذبة هي التي تتصدر المشهد الإعلامي الإلكتروني السعودي للأسف الشديد، في هذه (الصحف) تغيب الموضوعية بسبب دوافع الانتقام الشخصي وتهرب المصداقية بسبب تسرع القائمين عليها وعدم قدرتهم على التحقق من مصادر الخبر المنشور، ولأنها أشبه بمحلات (الخراطة) فإنها لا تتردد في فبركة الصور كما لا تجد حرجا في لطش الأخبار من الصحف اليومية وتحويرها بما يتوافق مع رؤية (العزبة) التي تدير الصحيفة، وفي بعض الأحيان لا تخلو هذه الصحف من شبهة الإرهاب الفكري والإعلامي من خلال محاولاتها المستمرة لتشويه سمعة من تنظر إليهم باعتبارهم خصوما لها. هكذا هي أخبار (العزب الإلكترونية): القبض على مذيع معروف وبحوزته تشكيلة من المخدرات، الهيئة (تكبس) على مجموعة من الصحفيات في سهرة ماجنة، لاعب كرة قدم شهير يختطف طفلا ويصوره بالجوال، سيدة أعمال سعودية تدعو للتبرج في اجتماع مغلق، أزمة مالية تجبر إحدى الصحف الكبرى على فصل جميع المحررين والمصورين والكتاب وتكتفي برئيس التحرير وعامل المطبعة. وإذا كانت أخبار (العزبة) الإلكترونية حفلة من الأكاذيب فإن تعليقات قرائها حفلة أخرى من الشتائم البذيئة المزخرفة ببعض العبارات العنصرية والطائفية النتنة، وغالبا ما يتجلى قراء (العزبة) الإلكترونية في شتائمهم إذا كان بطل الخبر الكاذب امرأة حيث يتحررون من كل الحواجز الأخلاقية أثناء تعليقهم على الخبر الكاذب وهم يعرفون أنهم يخبئون وجوههم تحت اسم المستعار... ويالها من شجاعة. أغلب صحفنا أو (عزبنا) الإلكترونية لا تريد أن تصرف قرشا واحدا من أجل تطوير قدراتها الصحفية وهي لا تقدم لمحرريها البؤساء أكثر من دعوة على (مفطح) كل ثلاثة أشهر، لذلك فإنها لا تجد طريقا للانتشار أسهل و(أرخص) من النهش في أعراض الناس وترويج الأخبار الكاذبة.