وجد الشيخ يحيي أبو يابس (14عاماً) نفسه مكرهاً ليتخلى عن حقيبته المدرسية لصالح "شال وجنبية المشيخة" لقبائل عنس ومغرب عنس بمحافظة ذمار, (100 كيلومتراً) جنوب صنعاء. وبحسرة تحدث يحيي ل (عناوين) كيف أجهضت المشيخة، حلمه بأن يصبح طياراً حربياً في المستقبل وهو ما كان يحفزه للجد والمثابرة في مدرسته الأساسية الأهلية بمدينة ذمار, ولا زال كبار قبائله (62 قرية) انتهوا – حسب العرف القبلي- من حفل تنصيبه شيخاً خلفاً لوالده الذي توفي قبل أسابيع في حادث مروري. يعد يحي الابن الأكبر من بين 6 أشقاء (4 منهم ذكور) للشيخ علي أبو يابس (32عاماً) أحد كبار مشايخ محافظة ذمار ذات التركيبة القبلية المعقدة وشغل عضوية مجلس النواب اليمني منذ 2003م, وحتى وفاته, وكذلك عضوية اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح. ويصف احتفاء قبائله بتنصيبه شيخاً لها بأنها تجمع بين الفرح والحزن لديه, مثلما كان الحال عليه يوم وفاة والده, فقد اختلطت ذلك اليوم الزغاريد بأصوات العويل. ويقول يحيي: "كان في بيتنا عرس لإحدى اليتيمات وقد تكفل والدي بتجهيزها، كما كان ذات اليوم يوم تنصيبي شيخا للقبيلة بربط الشال على رأسي". يعترف الفتى بثقل المهمة الملقاة على عاتقه وكأنه رجلاً في عقده الثالث أو الرابع, فيتحدث عن ظروف "المشيخة" التي تتطلب منه الكثير من الجهد والصبر, لكنه يمنحك الطمأنينة كما يواسي بها نفسه على ما يبدو وهو يقول "لقد حضرت مع والدي الكثير من المواقف القبلية"، المهمة كبيرة في مجتمع قبلي شديد التعقيد, فبسنه الصغير, يتوجب على يحيي أن يكون كبيراً قولاً وفعلاً كشيخ لمشايخ وعقال 62 قرية جلهم أكبر منه عمراً وخبرة, وكذلك الحال بالنسبة للسلطات المحلية والأمنية في مديريتي عنس ومغرب عنس, وبالتأكيد سيتجاوز الأمر ذلك إلى سلطات المحافظة والدولة في صنعاء. يسرد يحيي ما يكفي من التفاصيل عن المشيخة ومشاكل أبناء القبائل, لكنه أيضاً لا يفوته التطرق إلى أهمية التعليم، متمنيا أن تنتهي فتنة الحوثي (التمرد شمال اليمن) وأصوات ما يسمى بالحراك (جنوب اليمن) وان تبقى اليمن موحدة وتنتهي كل الثارات والمشاكل التي تواجهها. ويصف اصغر شيخ في اليمن المتمردين الحوثيين بأنهم "شياطين وما نريد إلا استئصالهم إلى الأبد", وفي ذات الوقت كانت قبائله تجهز قافلة أطلق عليها اسم "الحسم" لإغاثة النازحين ودعم المقاتلين في حرب صعده. وأثناء الاحتفاء ب"عصب رأسه بشال" و"لبس الجنبية", الذي تم قبل قرابة 3 أسابيع, كان يحيي يتفاخر بوالده الراحل, ويعاهد الرئيس صالح, على المضي في نهج أبيه, ولا يغفل عن تذكر لقائه بالرئيس الذي وصفه بأنه لقاء عائلي. ويشكر يحيي كل من وقف بجانبه منذ وفاة والده في السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية والمحلية والقادة العسكريين والأمنيين وزملاء الفقيد في المجلس والحزب. ويتابع: "أنا أحب حزب المؤتمر الشعبي, لأنه حزب الناس جميعهم، تحضيرات تجريها الأسرة لإصدار كتاب تتناول سيرة حياة والده "الراحل " ومناقبه وما قيل عنة من قصائد والخدمات التي قدمها في إصلاح ذات البين, وفق ما ذكر الشيخ يحيي.