كان المصور الفلسطيني المستقل محمد عواضة من رام الله غارقا في غضبه على صفحته الخاصة في ال Face Book عندما شن هجوما على الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ( واتا ) ، أو ما أسماه "المتثاقفين الساعين للشهرة "، بسبب اشتراط الجمعية لموافقة رئيسها عامر العظم من أجل نشر صور تفضح فظائع المجاز الإسرائيلية في دير ياسين . وكانت الجمعية قد نشرت اليوم الأثنين الخامس من يناير 2009 صورا بالأبيض والأسود لمجازر ارتكبتها العصابات اليهودية الصهيونية عام 1948 وهي تتشابه إلى حد التطابق مع ما يحدث في غزة الآن، إلا أن الجمعية اشترطت الحصول على موافقة الناشر مع الإشارة إلى موقع الجمعية الإلكتروني ونشر شعارها من اجل منح موافقة نشر الصور. يقول عواضة :" يا إلهي .. هل الوقت مناسبا للترويج للموقع من خلال الدم الفلسطيني ، في الوقت الذي على كل المتورطين في الصناعة الإعلامية أن يطرحوا جهودهم مجانا دون شرط أو مقابل ؟". وفي موقع الجمعية، تم تذييل الموضوع بجملة :" للنشر يرجى الاتصال بواتا العالمية ورئيسها الأستاذ عامر العظم وأخذ موافقتهم أولا " . وفي موضع آخر، قال رئيس الجمعية عامر العظم " تسمح الجمعية الدولية بنشرها وتعميمها شريطة الإشارة إلى المصدر ونشر نطاق وشعار الجمعية عند استخدامها ونشرها", مع التأكيد باللون الأحمر على كلمتي" شريطة الإشارة " . يقول عواضة :" مما يعني أنه كي تقول بالصور أن إسرائيل ماكينة قتل بشرية عليك أولا أن تستأذن عامر العظم للإفصاح بذلك". وكان رفاق المصور محمد عواضة اللذين اعتادوا التقاط صور المجازر الإسرائيلية في جنين عام 2002 وبثها مجانا لمواقع عالمية ووكالات أنباء ، قد تفاعلوا مع ملاحظة عواضة . أحدهم اطلق على نفسه إسما مستعار " كرتونة" قال:"زرت موقع الجميعة بنفسي لآرى كما بشريا من العرب الكلاسيكيين اللذين يصفون أنفسهم بالمفكرين، من ذلك النوع الذي يحب التصفيق لبعضهم بعضا حتى لو كان أحدهم أخرسا ستجده يصفق أيضا ". المصور محمد زعرور له رأي مما قرأ :" قرأت الموضوع الذي أشار إليه محمد عواضة ، والمضحك أن الموضوع ذكرت فيه جملة (العرب هم أسوا محامون لأعدل قضية في التاريخ) . ضحكت كثيرا عندما تأكدت أن صاحب الجملة محق فعلا . ضحكت إلى درجة القرف ، فناشر الصور قام بذكر الجملة وفي الوقت ذاته اكد دون أن يقصد على أنه محامي سئ للقضية العربية من خلال اشتراط الإذن في نشر الصور". يعود محمد عواضة إلى الجدال الدائر ليقول ببساطة :" هؤلاء هم أسباب تخلفنا في صناعة الصورة وتصديرها إلى العالم . لن نستطيع تفكيك وتركيب الرأي العالمي بوجود هؤلاء المتثاقفين . عليهم أن يفهموا أن شرطهم أحمقا، وأن مكاسبهم الشخصية في ترويج الموقع باتت واضحة أكثر من تصدير صور تؤكد العنف الإسرائيلي". يعود محمد زعرور ويقول " أكبر دليل على أنهم ليسوا بجدارة ، أنهم يخاطبون أنفسهم ، علما أنهم مترجمين ، مما يعني انهم قادرين على التخاطب بالانجليزية ، الفرنسية , والألمانية وغيرها من اللغات، ومع ذلك يخاطبون من لسنا بحاجة لمخاطبتهم. عليهم زيادة نسبة ذكائهم بنشر ما يقولون بالإنجليزية، إن كانوا يجيدونها حقا". وكانت "عناوين" قد حاولت الإتصال مع جمعية واتا ، إلا أن شروط الإشتراك كانت تعجيزية ضمن مواصفات التفاعل في خدمات الأون لاين . حيث قالت الجمعية بعد محاولة العثور على إيميل أحد مسؤوليها : "عذراً, منتديات واتا الحضارية لا تقبل التسجيل حالياً بهذه الطريقة، للتسجيل رسمياً في منتديات واتا الحضارية يتوجب عليك إرسال رسالة إلكترونية تحتوي على سيرتك الذاتية كاملة مع صورتك الشخصية إلى البريد الإلكتروني [email protected] حيث سنقوم بإرسال شروط الانتساب إلى البريد الذي سترسل منه، وبعد موافقتك على الشروط سيتم تسجيلك رسمياً. ". يذكر أن الجمعية لها جهود جيدة في لم شمل المترجمين العرب، وتوجيه الجهود لزيادة أعداد الكتب الهامة في المكتبة العربية، إلا أن محمد عواضة يصر أن يبقوا في محيط الترجمة "دون تطفل في الإعلام ، لأنهم حقا أسوأ محاومون لأعدل قضية"على حد تعبيره .