كتبت في مقال سابق عن ظاهرة إزعاج البريد المتطفل فتعثرت قدماي بمشكلة عربية هي أقرب إلى الحالة النفسية المستعصية يعانيها مهووس انترنتي كثير الضوضاء اسمه (عامر محمود عوض الله)، يمارس نزقه عبر موقعه ومجموعته البريدية المسماة "واتا". والمثير أن صاحبنا يدير هذا الضجيج الالكتروني تحت اسم (عامر العظم) مستفيدا من إيحاء اسم هذه العائلة الشامية العريقة. لا اعرف "العظم" وكنت كتبت عن (غرابة) نشاطه بأدب وأخفيت اسمه وأشرت إلى نشاطه كظاهرة صوتية الكترونية وطلبت منه حذف بريدي من مجموعته التي أقحمني فيها دون طلب. وظننت الموضوع منتهيا حتى وصلتني رسالة منه أكدت الفكرة القائلة بأن البراميل الفارغة هي الأكثر ضجيجا، أما حروف رسالة (عظم) هذا فتفيض بما لديه من شح في الأدب وبسطة في الجهل والطيش. بدأ هذا المفلس رسالته بقوله" من شيخ قبائل "واتا" إلى الدكتور فايز الشهري وأقرانه! (لا تستغربون فهذه واحدة من ألقابه العظمى) ثم يستنكر أسئلتي وطلبي حذف اسمي بأسلوب كاتب من الدرجة الرابعة ومترجم من الدرجة الخامسة ومهرج من الدرجة الأولى. يقول "عظم" بعد جملة اتهامات وأكاذيب عني أنني مسجل في مجموعات "واتا" منذ أربع سنوات ثم يقول بأنني "كنت مسجلا في الجمعية قبل سنتين! (وأقول كذبت يا عامر) ثم يردف بصلعاء أكبر فيقول " لدى الجمعية رسائلك التي تطلب فيها المساعدة في التسجيل!" (لاحظوا) ثم يضيف قائلا: "جميع الأكاديميين والمترجمين العرب والسعوديين مشتركين في مجموعات "واتا" الإخبارية، ونأمل أن لا يأتي أحد ليقول عكس ذلك! (أرأيتم جميع!!! مع أن وزارة التعليم العالي السعودية تعجز عن إشراك كل هذه النخبة في قائمة بريدية واحدة ولكنه "عظم بيك" وتلك "واتا" التي تشد إليها الرحال) وفي ختام رسالته يقول: توقيع وختم (لا حظوا) شيخ قبيلة "واتا" المنتشرة في جميع دول العالم! (تأملوا جنون العظم ومصيبة العظمة). ومن رسالته المحزنة يقول "وفي هذه الأثناء، لا يليق بك (يقصدني) أن تقول عن جمعية تتابعها منذ بدايتها أنها ظاهرة صوتية وأنت والعالم أجمع (هل رأيتم) يعرف إنجازاتها! (العالم كله يعرف انجازات عامر عظم!!). ثم يواصل كذبته فينتحل رسالة من خياله يزعم أنني أرسلتها له فيقول: "الرسالة التالية أرسلت إليك (يقصد إلينا)... بواسطة د. فايز الشهري. (ويضع رقم "الآي بي" IP وهو ملمح أمني مثير) أما نص رسالتي المزعومة إليه فيوردها مبتدئا بقولي: "السيد المدير - تحية طيبة وبعد - ثم يورد نصا مكذوبا علي بطلب الانضمام (و أسألكم بالله هل لدينا في بلادنا وثقافتنا من نخاطبه باسم "السيد المدير" وهل نحيي بعضنا في التخاطب بعبارة "تحية طيبة وبعد"). المصيبة أنني حينما حاولت أن ابحث لهذا "العظم" عن مخرج وجدت أن اسمه وشخصه عبر فهارس "قوقل عند البعض أفّاقا منتحلا وعند آخرين مترجما صغيرا يبحث عن دور في وزارة خارجية قطر، وعرفت أيضا أن عليه دعاوى تتهمه بالاختلاس والنصب من جمعية "واتا". والأعجب أنني قرأت كتابات عنه توحي أن مهمته وموقعه هي جمع المعلومات عن المفكرين العرب لصالح جهات مشبوهة. عامر عظم باختصار مجموعة شبهات وقضايا وهو ما حدا بالكاتب العراقي جبار ياسين الى وضع صيغة دعاء طويل مقترحا أن يُقرأ خمس مرات في اليوم لطرد شر "واتا" الخناس يقول في جزء منه (اللهم إني أعوذ بك من "واتا" ومن شر "واتا"، من ايميلاتها ومن اعلاناتها، فقد ملئت كومبيوتراتنا بالسفيه التفيه، وأتحفتنا بالبغيض المغيظ) ونقول آمين حتى الأسبوع القادم وقصة نصب "العظم" على دكتورة سعودية فاضلة. مسارات قال ومضى: نعم قد (يكتب التاريخ) (اسمك) ولكن في (باب المثال) للنماذج (الرديئة).