حفل و لا أروع ، ذلك الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين مساء الاربعاء23/9/ 2009 لافتتاح الجامعة التي تحمل اسمه في قرية ثول ( 90 كلم شمال جدة ) وسط حضور مكثف من رؤوساء وقادة الدول ، ومئات من الرموز الفكرية والثقافية بطول العالم وعرضه .. و أعطى خادم الحرمين إشارة افتتاح الجامعة بكلمة موجزة ركزت على مكانة العلم في تاريخ الإنسانية ، ودور العرب في مسيرة التقدم العالمي . وعكس حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والذي مازال حاضروه في ثول ينتظرون كلمة خادم الحرمين لهم ، مكانة السعودية بين دول العالم ، و كذا قدرتها على تقديم المشاريع الكبيرة للعالم . وكان خادم الحرمين وصل مقر الحفل قبل حوالي ساعتين ، حيث كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء. كما كان في استقباله وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ورئيس شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح وعدد من كبار المسؤولين في الجامعة. عقب ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً قصيراً عن الجامعة وفكرتها، كما شاهدوا واستمعوا إلى شرح من وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة عن منشآت الجامعة. ثم قام الملك وضيوفه بجولة في المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضيوفه أماكنهم في مقر الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة عزفالسلام الملكي. ثم بدء الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. عقب ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً قصيراً عن الجامعة وفكرتها. بعد ذلك، ألقى رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البروفيسور تشون فونغ شيه كلمة قال فيها : " لقد اجتمعنا على شاطئ البحر الاحمر هنا عند ملتقى الشرق والغرب ملتقى القديم والجديد ملتقى التحديات والفرص لنشهد ولادة أحدث جامعة في العالم ، لقد جئنا من جميع أنحاء العالم من المؤسسات الاكاديمية والصناعية من أروقة السلطة وقطاع الاعمال ومختبرات العلوم من مختلف مناحي الحياة توحدنا تطلعاتنا المشتركة . واضاف : " لقد اشترك كثيرون عبر فترات زمانية طويلة وبذلوا جهودا شاقة ووهبوا قلوبهم وأفرغوا طاقاتهم لإنشاء جامعة غير عادية في زمن غير عادي، ويشرفني أنني ساهمت مع جمع غفير من الناس المتفانين المخلصين لنصل إلى هذا اليوم المشهود". واشار في كلمته إلى أن ( دار الحكمة ) كان مركزا عظيما للتعلم ومستودعا للمعارف واجتذب العلماء من جميع انحاء العالم المعروف آنذاك اسهموا في تقدم المعرفة في مجالات عديدة مثل الرياضيات والطب وعلم الفلك وطبقوا اكتشافاتهم لتحسين حياة الناس القريب منهم والبعيد، وفي أكثر من مناسبة سمعنا من خادم الحرمين الشريفين حديثه عن هذه الجامعة باعتبارها بيتا جديدا للحكمة واعتبارها ايضا هدية منه إلى شعب المملكة العربية السعودية وشعوب العالم. وبين البروفيسور تشون فونغ شيه أن جامعة الملك عبدالله تهدف إلى اكتشاف المعرفة وتبادلها وتطبيقها وهي تجمع العلماء الرواد والواعدين من جميع انحاء العالم لمتابعة تحصيلهم العلمي ليكونوا في مقدمة صفوف الباحثين والمخترعين والمبتكرين والذين ستساعد انجازاتهم العلمية المنتظرة في رفع مستوى حياة الناس والتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية . وأكد رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ثقته أنه سيأتي اليوم الذي نراى فيه الجامعة راسخة في هذا المركز الحيوي بينما يجري الاعتراف بدورها المحفز بالنمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية على نطاق واسع في الداخل والخارج كما نرى افضل الخريجين من أبرز جامعات العالم يختارون متابعة اهتماماتهم العلمية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وقد اصبحت مركزا ذا شهرة عالمية للعلوم والتقنية والابتكار والمشاريع واصبحت تقف كتفا إلى كتف مع شركائها من الجامعات ومؤسسات الصناعة في جميع انحاء العالم سعيا وراء ايجاد احدث الحلول والتحديات العلمية الرئيسية . وتوقع البروفيسور تشون فونغ شيه ان تحقق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بعد جيل واحد من الآن حلم خادم الحرمين الشريفين بأن تكون ملتقى للعلوم والبحوث ومنارة من منارات المعرفة للأجيال المقبلة، متمنيا لجامعة الملك عبدالله دوام النمو والازدهار وان تبقى هبة نابضة للحياة من اجل اجيال العالم المقبلة .