قال رئيس تحرير صحيفة الوطن طلال بن حسن الآل الشيخ أن هيئة الصحفيين السعوديين "متوفاة دماغيا" وأن دخوله ضمن إدارتها كان غلطة لأنها لم تقدم للصحفيين السعوديين ما يشفع لها بالاستمرارية، وقال أن الإعلاميين السعوديين مظلومين لأنهم يعملون بدون تأهيل ولا يحصلون على دورات تناسب أعمالهم الإعلامية. وهاجم آل الشيخ خلال استضافته في اللقاء الإعلامي بنادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا أمس الأول في العاصمة لندن قنوات رياضية في دول خليجية مجاورة لأنها تعمل على إثارة مظاهر التعصب الرياضي محملا هذه القنوات والإعلام الرياضي بشكل عام مسؤولية التعصب الرياضي، وقال أن مثل هذه القنوات الرياضية باتت مصدرا لهذه الظاهرة السيئة التي تهدد مستقبل الرياضة السعودية وتساهم في زيادة مساحة الفروقات الاجتماعية بين أفراد الوطن الواحد وتخلق حالة من الكره والمشاعر السلبية والعدائية التي وصلت إلى نواحي كثيرة أهمها المدارس والشوارع. وأشار آل الشيخ أن هذه القنوات الخليجية تشعل وتثير حالات التعصب الرياضي من خلال بحثها واستضافتها لمحللين رياضيين وضيوف بدون خبرة ووعي اجتماعي وبدون حتى ثقافة عامة تساعدهم في طرح الرأي المنطقي والابتعاد بنفس الوقت عن النيل من الآخرين عبر إلقاء التهم جزافا وعبر العبارات السلبية المقصودة وغير المقصودة مضيفا أن أمثال هؤلاء المحللين والضيوف هم من يقودوا أيضا ظاهرة تعصب أخرى في قنوات التواصل الإجتماعي لأنهم وقود يشعل حرب التعصب والبغضاء بين هذه الجماهير في هذه القنوات الإلكترونية، وحذر من هذه القنوات ومثيلاتها التلفزيونية ذات التأثير السلبي على الرياضة أولا وعلى المجتمع بشكل عام. وخلال اللقاء الإعلامي الذي حضره عدد من الإعلاميين السعوديين والطلبة المبتعثين في بريطانيا تحدث آل الشيخ عن أخلاقيات المهنة الصحفية مؤكدا على أهميتها في كل زمان ومكان لا سيما في عصر الشبكات الاجتماعية حيث سهولة الحصول على المعلومة وسرعة انتشارها، وقال أن الحرص على المصداقية والموضوعية إضافة إلى التأكد من مصدر الخبر من أهم أساسيات المهنة الصحفية، حيث بدونها لا يمكن كسب ثقة جمهور القراء، ولا يمكن أيضا بناء مستقبل صحفي لأي مطبوعة ووسيلة إعلامية، وعرض آل الشيخ العديد من الأمثلة الصحفية في صحيفة الوطن وفي غيرها من الصحف وذلك بخصوص أهمية المصداقية وضرورة التوثيق الصحفي والتأكد من الأخبار قبل نشرها، كما استعرض عددا من القصص المصورة وكيف كانت الصورة أكثر تعبيرا في عالم الصحافة والإعلام من الكلمات، محذرا في الوقت نفسه من فضيحة التلاعب بالصورة وإضافة بعض المؤثرات وذلك عبر برامج الكمبيوتر. وأشار رئيس تحرير صحيفة الوطن إلى ضرورة محاربة الفساد عبر الصحافة من خلال الجرأة والموضوعية عند تناول القضايا اليومية بشرط عدم الإساءة للحرية الإعلامية التي تتمتع بها الصحف السعودية حاليا أكثر من مثيلاتها في الدول الخليجية، وقال أن محاربة الفساد من خلال الإعلام ضرورة قصوى للنهوض بالبلد ولأجل مواكبة مبادرات الإصلاح التي تقوم بها الهيئات الحكومية والوزارية، مضيفا أن التقصي الصحفي وجرأة وحرية الطرح أداتان مهمتان جدا لعمل صحفي قادر على محاربة الفساد ولتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وكشف جوانب الخلل والتقصير فيها، مشددا على التزام الجميع بكلمات ووصايا خادم الحرمين الشريفين بالعمل على خدمة المواطنين وتحسين مستوى المعيشة لهم لا سيما من خلال الإعلام الجريء والقادر على كشف جوانب الفساد الأمر الذي يساعد المسؤولين على التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وأكد حرص صحيفة "الوطن" على الصفحة الأولى، حيث التركيز دائما على الأخبار التي تهم المواطن أكثر بكثير من الأخبار السياسية والعالمية. وردا على بعض أسئلة الحضور حول مهنة الصحافة والصحفيين في السعودية قال آل الشيخ أن الصحفيين السعوديين مظلومين جدا حيث يعملون غالبا بدون دورات ولا تأهيل ومتابعة جيدة لأن هيئة الصحفيين لا تقوم بدورها المأمول منها، وقال "دخولي في هيئة الصحفيين كان خطأ كبيرا لأنها لم تقدم شيئا للإعلامي السعودي إطلاقا، وحتى طريقة عمل الهيئة فهي خطأ بالكامل لأنها منذ البداية لا تقوم على نظام انتخابات صحيح يساعد على وصول الطاقات الحقيقية وخاصة الشبابية لمجلس إدارة الهيئة"، مطالبا مجلس الإدارة بعدم التقدم للدورة القادمة لأن الهيئة الحالية لم تقدم للصحفيين ما يشفع لها بالاستمرارية. كما توقع آل الشيخ سيطرة الإعلام الإلكتروني الجديد على المشهد الإعلامي السعودي بشكل أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة وذلك ردا على إحدى مداخلات الحضور، وقال أن بعض الصحف الورقية ستتوقف عن العمل إذا استمرت على ما هي عليه وفي حالة عدم التأقلم مع المتغيرات التقنية والتواصلية في الأجهزة الإعلامية سواء من خلال تقديم الخدمات الصحفية أو حتى في طبيعة فهم ووعي المستهلك لمثل هذه الخدمات، وقال أن هناك ثقافة إعلامية جديدة ستلعب دورا كبيرا ومهما في قيادة المشهد الإعلامي السعودي في المستقبل القريب جدا. وحث آل الشيخ جميع المبتعثين على الاهتمام بكسب المهارات الضرورية إلى جانب الدراسة ومحاولة تطوير هذه المهارات والتركيز على ما ينفع منها أكاديميا ووظيفيا وليس الاعتماد فقط على الشهادة الجامعية، وقال " لا أحد يتوقع أن الساحة مفروشة لجميع المبتعثين وفي جميع المجالات والتخصصات"، حيث شدد على أن القدرات المعرفية والمهارات المختلفة تساعد الطالب على خلق تفوقا نوعيا ودفعه إلى العمل الجاد والإصرار على البحث وإيجاد الوظيفة المناسبة كما أن التسلح بأي مهارة مطلوبة يحسن من سبل الوصول المناسبة إلى صاحب العمل، مشيرا إلى أدوات تقنية كثيرة وحديثة على الإنترنت يمكنها مساعدة الطالب في التركيز على المهارات اللازمة وطرق التواصل مع الآخرين عند البحث على عمل بعد التخرج.
طلال آل الشيخ أثناء اللقاء الإعلامي (عناوين) طلال آل الشخ مع عدد من المبتعثين (عناوين)