رمى رئيس التحرير الزميل طلال آل الشيخ باللائمة على الصحفيين أنفسهم فيما يتعلق بحقوقهم المهدرة، مؤكدا أن جهلهم بحقوقهم هو الذي تسبب في حرمانهم منها. وقال خلال محاضرة "التجربة المهنية" التي ألقاها في النادي الأدبي بتبوك أول من أمس، بحضور عدد من الإعلاميين والمثقفين "أن على الصحفيين أن يلاحقوا حقوقهم سواء داخل هيئة الصحفيين أو من خلال مؤسساتهم التي يعملون بها" وأكد بأن مجلس الوزراء حمل الهيئة المسؤولية تجاه الصحفيين وتجاه المهنة بشكل عام، بما في ذلك تدريب الصحفيين وتأهيلهم والمحافظة على حقوقهم، سواء مع مؤسساتهم الصحفية أو مع الجهات الأخرى. وقال آل الشيخ، ردا على إحدى المداخلات: إن دخوله لهيئة الصحفيين جاء من شعوره بمسؤوليته تجاه المهنة الصحفية بشكل عام، وما يستطيع تقديمه لجيل الشباب، وعمله مع بقية الأعضاء لخلق مستقبل أجمل للحراك الصحفي. وفي اتجاه آخر، يرى آل الشيخ "أن المجال الصحفي ليس مجالا للواسطة أو للمحاباة، إنما مجال للمبدعين والموهوبين" ضاربا المثل بمدير مركز تبوك الزميل عبدالقادر عياد الذي تدرج من مراسل في منطقة بعيدة إلى أن وصل إلى رئاسة قسم في المركز الرئيسي، وأضاف "يعتبر هذا المجال هو المجال الوحيد الذي لا يقبل الواسطة لأن العمل فيه مكشوف للجميع". وتناول آل الشيخ "تجربته المهنية" في محاضرة استضافها نادي تبوك الأدبي مساء أول من أمس، بداياته كمراسل إلى أن وصل منصب رئيس تحرير، معرجا على تجربته مع نادي الشباب السعودي والرياضة بشكل عام وما شكلته له إضافة مهمة. وتطرق آل الشيخ في محاضرته التي أدارها الروائي عبدالرحمن العكيمي للمعايير التي ينبغي أن تسير وفقها الصحف، كاحترام ميثاق الشرف للمهنة، وإتاحة الفرصة لجميع الأطراف عند تناول أي قضية، وعدم الانحياز، والاستقلالية، وعدم تلوين الخبر أو إبداء رأي فيه، وعدم توجيهه، أو تعتيم جوانب منه، لتحقيق مصلحة طرف دون آخر، والحرص على خصوصية المصادر، والمحافظة على الحقوق المهنية للمصادر، ثم بيّن عدة أمثلة لمواد من المفترض ألا تنشر لما فيها من أخطاء مهنية. وأجاب على إحدى المداخلات التي تتعلق بالهيئات الصحفية بقوله "كثرة الهيئات شيء صحي، ولكن للأسف لا يوجد الكثير منها، ورغم أن لهيئة الصحفيين السعوديين عدة سنوات إلا أنها لم ترتق للمأمول منها، رغم محاولاتها". وأشار الإعلامي فايز التمامي إلى أن حقوق الصحفيين مسلوبة، سواء على المستوى المادي أو المستوى المعنوي، وقدم نفسه كمثال قائلا إنه قضى نحو 16 عاما في الصحافة وما زال محررا متعاونا، فرد عليه آل الشيخ بقوله "مع كل الاحترام لك، أنا أتحدث عنك كنموذج، وليس كشخص، فالخلل منك، فأنت لم تطور نفسك، أو لم تطالب بما تستحقه"، فيما تعرض الإعلامي عطا الله العمراني لحماية الصحفيين، ومدى التزام المؤسسات الصحفية بذلك، ليتفق معه آل الشيخ مؤكدا أن هناك الكثير من الصحفيين يتعرضون للظلم، ولا يجدون من يقف إلى جانبهم ويحميهم، وأكد أن هذه المسألة من أهم أهداف هيئة الصحفيين السعوديين، وستصدر لائحة جديدة من الهيئة بهذا الخصوص، مطالبا جميع الصحفيين بالمشاركة في تعديل اللائحة. وبين آل الشيخ أن صحيفة الوطن، تقف على نفس المسافة من جميع التيارات، وقال "إننا في صحيفة الوطن نبحث عن الحقيقة، وليس عن الإثارة"، وعن المطالبات بالحقوق المسلوبة من قبل الصحفيين قال "أتفق مع من يطالب بحقوقه من الصحفيين، لكن بعيدا عن الفوضى" وبسؤاله عن مدى سرقة الصحف الإلكترونية للقراء من الصحف الورقية، قال "صحيح أن للصحف الإلكترونية حضورا كبيرا، وحققت قفزات كبيرة، لكنني أتمنى أن تكون هناك ضوابط أكثر تضمن مهنيتها". وفي نهاية المحاضرة تحدث آل الشيخ عن تجربة الإعلام المرئي الرياضي قائلا "هناك الكثير من البرامج الرياضية تقدم للمشاهدين، القليل منها جيد، لكن هناك بعض الإعلاميين لا يملكون القدرة على العمل الإعلامي الاحترافي، فكل ما يملكونه لسان طويل". وفي إجابته على إحدى المداخلات حول الصحافة السعودية في ال10 سنوات الأخيرة، قال "محمد التونسي وجميل الذيابي من أبرز المجددين في الصحافة السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة" مؤكدا بأنه استفاد خلال عمله في صحيفة الحياة من الاحتكاك بالزميل جميل الذيابي.