تحدّث عثمان الشريف رئيس فرقة المزمار للتراث ل (عناوين) عن الليالي الرمضانية، فقال: بدأت في الظهور من جديد منذ نحو ثلاث عشرة سنة.. فدائما الليالي الرمضانية مفعمة بالحيوية والحركة وتبادل الزيارات بين أهل الحارة، وتتكون الفرقة من: المسحراتي والزمزمي والحكواتي والجسيس. دور (المسحراتي) هو إيقاظ أهل الحارة للسحور وصلاة الفجر بطرق أبواب البيوت وينادي (اصحى يا نايم سحورك يا صايم وحد الدايم)، وكان يستخدم الطبل أثناء تجوله بين أزقة الحارة، و(المسحراتي) لايزال موجودا في بعض حواري مكةالمكرمة والمدينة المنورة.
أما الزمزمي (السقا) فهو مَن يقوم بتوزيع ماء زمزم على الحجاج والمعتمرين وهم موجودون على أبواب الحرم، وخاصة في الحج.ويعد ذلك عملا خيريا ولكن لا يرفض الأجر المادي، إن وجد، وكان كل مطوف لديه زمزمي خاص.. أما الآن فقد أوجدت الدولة مؤسسات لإمداد الحجاج بماء زمزم، وتم إنشاء مكتب الزمازمة الموحد حفاظا على هذا الموروث الحجازي.
أما عن (الحكواتي) فقال الشريف ل (عناوين)، إنه إنسان على درجة عالية من الثقافة ويحظى باحترام الصغير والكبير، فيجلس في المركاز ومن حوله أغلب أهل الحارة ويسرد لهم الأخبار والقصص، منها الدينية والفكاهية والدرامية والتاريخية.. فكان (الحكواتي) مكتبة الحارة، والى جانب ذلك فهو موجّه ومرشد ويعمل لإصلاح ذات البين.
أما (الجسيس) ومن أسمائه أيضاً المزهد –الحادي– المنشد، فكان في كل حارة جسيسها الخاص لإحياء حفلاتها، وكل حارة كانت تتباهى بجسيسها مثل حسن لبني وحسن جاوة وكانا من الأعمدة في المواويل الدينية والإنشاد وفي حفلات الزواج التي يكون فيها مديح للعريس.
واختتم الشريف حديثه ل (عناوين) بتوجيه الشكر لجمعية الثقافة والفنون ووزارة الإعلام لقيامهما بتنظيم مشاركاتنا في الداخل، وخاصة مهرجان الجنادرية الوطني ،وكذلك المشاركات الخارجية.