ربما تكون الولاياتالمتحدة غارقة في النفط، لكن العالم لا يزال معتمداً على السعودية. والواقع أن السعودية تضخ كميات من الخام أكثر من أي وقت منذ السبعينيات على الأقل. كذلك سجل الإنتاج في الكويت والإمارات مستويات مرتفعة قياسية. وذكر تقرير لصحيفة " فاينانشال تايمز" ان هذه الأرقام علامة على اتجاه عام عميق لكن يسهل تجاهله في سوق النفط العالمية. فعلى الرغم من ثورة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، إلا أن العالم الآن يعتمد أكثر من ذي قبل، على عدد قليل من المنتجين في الخليج لسد فجوة العرض من بلدان أخرى. ويقول جان سيتوارت، رئيس قسم أبحاث سلع الطاقة في بنك كريدي سويس : "بغض النظر عما يحدث في الولاياتالمتحدة، تظل دول الخليج أساسية جداً بالنسبة لتجارة النفط العالمية". ويضيف : "إن حقيقة أنهم ينتجون هذه الكميات الكبيرة تبين لنا أن الميزان النفطي العالمي مضغوط إلى حد يفوق كثيراً الفكرة التي يريد إجماع المحللين أن تكون موجودة لديك". وكان الأمر الذي أشعل فتيل القفزة في إنتاج الخليج هو انقطاع كميات هائلة من الإمدادات الليبية، حيث أدت إضرابات العاملين والميليشيات إلى تقليص الصادرات من نحو مليون برميل يومياً إلى كميات قليلة للغاية. وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، استجابت السعودية برفع الإنتاج إلى 10.2 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس)، وهو أعلى إنتاج في سجلات الوكالة. وبالتالي تحصد السعودية الآن أكثر من مليار دولار يومياً من إيرادات التصدير. كذلك سجلت الكويت والإمارات أرقاماً قياسية للناتج هذا الصيف، بمعدل يبلغ نحو 2.8 مليون برميل يومياً. وفي آب (أغسطس) أنتجت البلدان الخليجية الثلاثة ما نسبته 17.1 في المائة من الطلب العالمي. وتشير بيانات الوكالة إلى أن حصتها خلال 30 سنة لم تتجاوز 18 في المائة.