أثبتت روسيا أنها دولة عظمى (مضروبة) حين أشغلت العالم بنبأ إطلاق صاروخين بالستيين شرق البحر المتوسط دون أن تحدد من أين انطلقا وإلى أين اتجها ومتى سوف يصلان إلى هدفهما الذي لا يعرفه أحد؟. نفت إسرائيل وسوريا وأمريكا وكل الناس الموجودين في تلك المنطقة من العالم هذا الخبر. شعرت روسيا بالحرج بعد أن تبين للعالم في دقائق معدودات أن وسائل رصدها وسفنها وأقمارها الصناعية (خرطي)!. فقالت أن الصاروخين يمكن أن يكونا أطلقا من سفينة أميركية لاستكشاف الطقس!.. بالستية للطقس؟! . عموماً إسرائيل التي ليست دولة عظمى ولكنها تحرك الدول العظمى أعلنت أنها أجرت تجارب صاروخية في المتوسط وكأنها تهدئ روع العالم بعد أن أعلن الدب الروسي المحنط أمام شاشة الرادار أنه رأى شيئاً ما ولكنه لا يعلم ما هو هذا الشيء وإلى أين يتجه؟!. ** أمريكا لا يمكن أن تكون دولة عظمى مضروبة فهي دولة عظمى تهز صواريخها الذكية الأرض متى غضبت ولكن رئيسها أوباما ذو قرارات مضروبة! . فهو يريد أن يخوض حربا دون أن يكون له أعداء أو خصوم. هو باختصار يبحث عن حرب خيرية!. لو كان الأمر ممكنا لانتظر موافقة بشار الأسد على توجيه ضربة عسكرية لسوريا. إنه يبحث عن حرب لا يلومه فيها أحد ولا يترتب على نتائجها أي تبعات!. ** توصيف (الضربة) هو ما تحاول إدارة أوباما تكريسه في أذهان الجميع. تريد أن تؤكد مليون مرة أنها ليست حربا بل هي مجرد ضربة عسكرية تأديبية محدودة تشبه إلى حد بعيد المخالفة المرورية المشددة التي تمنح لسائقي السيارات المتهورين!. هكذا بكل وضوح: عقوبة صاروخية ضد نظام الأسد بسبب استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه ثم يمضي كل شخص إلى بيته بمجرد انتهاء المهمة! . ولكن الوضع في سوريا ليس بهذه البساطة. أبدا ليس بهذه البساطة. و(الضربة) التي لا يكون هدفها إسقاط الأسد ونظامه الفاشي المجرم لن تضيف إلى المشهد السوري المأساوي سوى المزيد من القتل والخراب.
** نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مناقصة لشراء 1200 قرص فياغرا لحل مشاكل بعض جنودها (المضروبين) كي لا تؤثر مثل هذه المشاكل على أدائهم العسكري. ليست القضية هنا في الفياغرا ولا في درجة اهتمام إسرائيل بجنودها. بل في التزام وزارة الدفاع الإسرائيلية بشراء هذا الكمية البسيطة عبر مناقصة منشورة. فهذا هو الفارق الأساسي بين إسرائيل وبقية الجيوش العربية التي كانت منذ البدء مرتعا للفساد المالي الذي قادها في النهاية إلى الفساد الأخلاقي والعقلي حتى وجهت بنادقها ودباباتها وأسلحتها الكيماوية باتجاه شعوبها لا باتجاه إسرائيل التي وصل بها الاطمئنان حد البحث عن مستلزمات النوم المريح لجنودها.. أحلام سعيدة يا بني إسرائيل!.
** أمريكا هي القاسم المشترك بين متطرفي السنة والشيعة. فكل طرف منهما يستمد شرعيته من ادعاء مقاومتها وفي الوقت ذاته لا يستطيع أي منهما أن يهزم الآخر إلا بمساعدة مباشرة منها!.