تبدو أبرز الصحف البريطانية على أبواب صفحة جديدة في تاريخها، عندما فتح مالكها عملاق قطاع الإعلام روبرت ميردوخ الباب أمام التخلي عن سياسة العري التي لطالما ميزت صفحتها الثالثة لعقود طويلة. غير أن القرار قد يكون محفوفا بمقامرة، لاسيما أن الصحيفة تعد حتى الساعة أكثر الصحف البريطانية، بل وربما العالمية، مبيعا. إنها صحيفة "ذي صن" التي اختارت منذ سبعينيات القرن الماضي أن توشّح صفحتها الثالثة بصورة امرأة بصدر أو فخذ عاريين، تحفيزا منها لقرائها الذين كانوا يرون في الصفحة الثالثة استراحة رومانسية من حدة أخبار السياسة وأهلها. باتت تلك الصفحة إحدى مميزات علامة "ذي صن" لاسيما عندما انتقلت الألوان من الأبيض والأسود إلى الأخرى الزاهية والمتنوعة، قبل أن تصبح ركنا ثابتا على موقعها الإلكتروني. وسرعان ما انتقلت الأضواء من الصور إلى العارضات أنفسهن اللاتي بتن يقمن بزيارات إلى المجندين في الجبهات. وتلقت حملة أوروبية ضد العري في وسائل الإعلام، دفعة عندما نشر مالك صحيفة "ذي صن" روبرت ميردوخ تغريدة اعتبر فيها الصفحة 3 "شيئا من القرن الماضي..ربما سيكون من الجيد الاستعاضة عنه بنشر صور عارضات أزياء أنيقات بثيابهن." ورغم أن ميردوخ أضاف لاحقا أن القرار في النهاية سيكون بيد رئيس التحرير إلا أن وقع تغريداته كان مثل الموسيقى في آذان القائمين على حملة "لا صفحة 3 بعد الآن." تقف الناشطة لوسي هولمز خلف تلك الحملة التي أطلقتها يوما واحدا بعد أن نشرت "ذي صن" صورة للبطلة الأولمبية جيسيكا إنيس. ورفضت الناشطة الصورة وأضافت "أكبر صورة أنثوية في الصحيفة كانت لامرأة شابة تظهر ثدييها." ومع نهاية مارس/آذار، بلغ عدد المشتركين في الحملة 88 ألفا. وفي تصريحات لCNN قالت الناشطة لورا آشتون إن ما تقوم به الصحيفة منذ أكثر من 40 عاما لا يعدو أن يكون "خارج الزمن وشيئا من الماضي وتمييزا جنسيا."