ذكرت مجلة "ذي نيشن" الأمريكية أن الإمبراطورية الإعلامية للملياردير اليهودي الشهير، روبرت ميردوخ، تواجه خطر الانهيار، بالتزامن مع سقوط صحيفته العالمية التي تصدر في بريطانيا، نيوز أوف ذي وورلد اليوم الأحد لتورطها في قضايا تجسس؛ موضحة أنها تضم أيضاً مصفوفة من اللاعبين الرئيسيين في وسائل الإعلام الأمريكية، وعلى رأسها شبكة فوكس نيوز، وصحيفتي: نيويورك بوست، ووول ستريت جورنال، اللاتي تتراجع بشدة. وقد خرجت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية بعنوان: "إمبراطورية ميردوخ في أزمة"، بعدما أعلنت "مؤسسة ميردوخ للأخبار"، الخميس الماضي أنها ستغلق إصدارها البريطاني (نيوز أوف ذي وورلد)، والذي يعد أعلى الصحف تداولاً ، استجابة إلى الفضيحة التي كشفت عن الممارسات الفاسدة لموظفي الصحيفة. وأضافت المجلة أن الضرر الذي لحق بميردوخ، تتجلى آثاره في بريطانيا، موطن صحيفته المتهمة، فأعضاء البرلمان، وعلى رأسهم أعضاء حزب العمال بقيادة إد ميليباند زعيم الحزب، دعوا لوضع علامة على عرض ميردوخ الذي طمع لسنوات في شراء المؤسسة البريطانية للأقمار الصناعية والتليفزيون، بالتنافس مع شركة سكاي نيوز. وأكدت "ذي نيشن" أن إغلاق واحدة من كبريات الصحف في العالم يعد مؤشراً على فشل ويأس إمبراطورية ميردوخ الإعلامية من إمكانية تخطي الأزمة والتعامل معها، دون هذا الكم الهائل من الخسائر، الذي ترتب على قرار الإغلاق، مشيرة إلى أن هذه الهزة التي رجت إمبراطورية ميردوخ، أصابت سمعتها في مقتل، ولم يستطع ميردوخ إنقاذ تلك السمعة، والسيطرة على الفضيحة، التي ربما تنهي مصداقية باقي إصداراته الإعلامية. وقد أصدرت صحيفة "نيوز أوف ورلد" البريطانية واسعة الانتشار آخر عدد لها في يوم 10 يوليو، مودعة بذلك تاريخا استمر ل 168 عاما. وعنونت الصحيفة الصحفة الأولى لعددها الأخير رقم 8674 "بحزن لكن بفخر كبير" وودعت ما يقارب 7.5 مليون قارئ قائلة "شكرا لكم ، وداعا ". وتضمن العدد الأخير من الصحيفة نسخة مصورة لأول افتتاحية لها مؤرخة بالأول من أكتوبر عام 1843. كما تضمن العدد الأخير وفي الصفحة الثالثة مقالة تعتذر من خلالها الصحيفة عن ما بدر منها خلال الأعوام الأخيرة وعن تصرفات الآخرين الذي عملوا باسمها التي لا تتناسب مع المعايير العالية التي تتمسك بها الصحيفة.وقالت "لقد انحرفنا عن الطريق ، واخترقنا الهواتف، والصحيفة تعتذر عن هذا التصرف كله". وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الأرباح التي ستأتي من بيع العدد الأخير التاريخي ستصرف على الأعمال الخيرية. وقد طبع 5 ملايين نسخة من العدد الأخير، مقابل 3 ملايين للأعداد التقليدية، وهو يتضمن 48 صفحة تذكارية وملاحق تذكر بأكثر الأحداث شهرة تم نشرها على صفحات الصحيفة سابقا، كوفاة الأميرة ديانا وغيرها. وأعلنت إدارة "نيوز أوف ورلد" عن إغلاق الصحيفة الأسبوعية يوم 7 يوليو على خلفية فضيحة القرصنة التي تعرضت لها هواتف عدد كبير من الأشخاص وتوجيه انتقادات لها بهذا الصدد. ويٌتهم مراسلو الصحيفة، من بين الأمور الأخرى، بالقرصنة على هاتف ميلى دولير المراهقة التي اختطفت وقتلت عام 2002 بعدما اختفت. ويقال إن العاملين بالصحيفة مسحوا رسائل من البريد الصوتي لهاتف الفتاة مما أعطى لوالديها "أملا زائفا " بأنها مازالت على قيد الحياة. كما اتهموا بالقرصنة على هواتف أقرباء الجنود الذي قتلوا في العراق وأفغانستان، وبإعطاء رشاوي لرجال الشرطة للحصول على معلومات. وألقي القبض يوم 8 يوليو على أندى كولسون رئيس تحرير الصحيفة السابق ، المستشار السابق لدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وعدد آخر من العاملين في الصحيفة ، وفي حال إثبات أنهم متورطون بالتنصت فسيحكم عليهم بالسجن لمدة 7 سنوات. ومن ناحية أخرى من المتوقع أن يصل روبرت ميردوخ رئيس مجلس إدارة مؤسسة "نيوز كوربوريشن" الذي قرر إغلاق الصحيفة إلى لندن لمواجهة الغضب الذي أثاره تحقيق كشف كيف خضع 4000 شخص بصورة غير قانونية لأعمال القرصنة على الهواتف من جانب العاملين في الصحيفة.