«شكراً ووداعاً»... هاتان هما الكلمتان اللتان تصدرتا غلاف العدد الأخير من صحيفة «نيوز أوف ذي ويرلد» الذي يحمل الرقم 8674 الصادر أمس (الأحد)، بعدما قرر مالكها روبرت ميردوخ وقفها بعد صدور استمر 168 عاماً في أعقاب تفجر فضيحة تنصت إدارتها وبعض مسؤوليها على الهواتف النقالة الخاصة بشخصيات شهيرة وضحايا جرائم قتل وإرهاب. وبعد صدور العدد الأخير اقتاد رئيس تحرير الصحيفة كولن مايلر محرريه وموظفيه البالغ عددهم نحو 200 شخص إلى حانة مجاورة «كما تقضي تقاليد شارع الصحافة (فليت ستريت) البريطانية». وخصصت الصحيفة صفحتيها الأولى والأخيرة من عددها الأخير لنشر أغلفة الأعداد التي تضمنت سبقاً صحافياً انفردت به. وتضمن العدد ملخصاً من 48 صفحة، عرضت فيه الصحيفة أعدادها الشهيرة منذ العام 1843. وأقرت في افتتاحيتها الأخيرة بارتكاب أخطاء تتعلق بفضيحة التنصت، فيما عاد ناشرها ميردوخ إلى لندن أمس، ليقف بنفسه على متابعة الأوضاع المتفجرة في مؤسسته. وقال مسؤولو الصحيفة إن خمسة ملايين نسخة طبعت من العدد الأخير. واقتبست في صفحتها الأخيرة عبارة كتبها المؤلف جورج أورويل في عام 1946 وجاء فيها: «اليوم الأحد، الوقت بعد الظهر. الزوجة تغفو على الكرسي الوثير، والأطفال أرسلوا ليتمشوا في الخارج، ترفع رجليك على الأريكة، تصلح نظارتك على أنفك، وتفتح صحيفة نيوز أوف ذي ويرلد». وأعلن مكتب رئيس الوزراء أنه اتصل برئيس القضاء لاختيار قاض يكلف بالتحقيق في فضيحة التنصت، فيما تواصل الشرطة تحقيقاً جنائياً في القضية نفسها. وتواجه رئيسة تحرير الصحيفة السابقة ربيكا بروكس، التي اختارها ميردوخ مديراً عاماً لمؤسسة «نيوز كوربوريشن» التي تصدر صحفه ضغوطاً للاستقالة من منصبها، لكنها تمسكت بأنها لم تكن تعلم شيئاً عن التنصت أثناء فترة رئاستها للتحرير وبعد تعيينها مديرة عامة للمؤسسة.