أثار الحكم الصادر من إحدى المحاكم الكويتية ب"تشديد" العقوبة على المدون الكويتي، بدر الرشيدي، من عامين إلى خمس سنوات، بعد إدانته بتهمة "إهانة الذات الأميرية"، انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن جانب بعض المنظمات الحقوقية، التي اعتبرت أن الحكم "يُعد تراجعاً كبيراً للحربات" في الدولة الخليجية. وأصدرت محكمة الاستئناف أواخر الأسبوع الماضي، حكماً بسجن الرشيدي لمدة خمس سنوات "مع الشغل والنفاذ"، على خلفية اتهامه بعدد من الاتهامات منها "محاولة قلب نظام الحكم"، و"إذاعة أخبار كاذبة"، و"المساس بالذات الأميرية"، و"الطعن بحقوق الأمير"، و"التعرض لمسند الإمارة"، و"إساءة استخدام الهاتف"، رغم أن محكمة أول درجة كانت قد قضت بحبسه عامين. وفي اليوم التالي، الخميس، قررت محكمة الجنايات تأجيل قضية مدون ثان، صقر الحشاش، يواجه اتهامات أيضاً ب"العيب في الذات الأميرية"، إلى جلسة 11 أبريل/ نيسان المقبل، بعد أن صدر ضده حكم سابق بالحبس عامين، فيما برأت "مغرد" ثالث، محمد البليهيس، من ذات التهمة، بعد أن وجدت المحكمة أن "التهمة ليست ثابتة بحق المتهم"، وفق ما أوردت صحيفة "القبس" الجمعة. وقد أدانت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" الحكم الصادر بتشديد عقوبة السجن بحق الرشيدي، وقالت إن الحكم الصادر بحقه "يُعد انتهاكاً صريحاً لحرية الرأي والتعبير، وتراجعاً كبيراً للحريات في الكويت، التي كانت تتمتع بقدر قليل من الديمقراطية حتي وقت قريب، ومحاولة من السلطات الكويتية لتكميم أفواه معارضيها، وذلك علي الرغم من وضوح تلفيق الاتهامات والقضية برمتها للمدون." ولفتت المنظمة الحقوقية، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية الجمعة، إلى انتشار بعض المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، تفيد ب"إجبار" الرشيدي علي الاعتراف بالتهم الموجهة إليه، وذلك بعد تهديده بمضايقة واعتقال زوجته. وأضاف بيان الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إلى أنه على الرغم من اعتقال المدون في 14 يونيو/ حزيران الماضي، كانت هناك تغريدات تظهر باسمه على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، ولمدة أسبوع، مما يؤكد أن صفحته كان يتم استخدامها من قبل آخرين.