تردد أن مقال الكاتب قينان الغامدي ، المنشور بصحيفة الشرق الثلاثاء 5 فبراير 2013 وراء قرار إقالته اليوم من رئاسة تحرير الصحيفة وتعيين الكاتب جاسر الجاسر بدلا منه ، و"عناوين" تنشر آخر مقالات الغامدى كرئيس لتحرير "الشرق" التى يغادر للتو منصب رئيس تحريرها ، فإلى نص المقال : جماعة «الإخوان السعوديين» و«قطر» مرة أخرى ... في حبل مَنْ يَحطِب «الحبيل»؟: ناموا مبكراً.. ولْنتحاور «تحت الشمس» السذاجة نوعان، نوع يمارسه «الدراويش» وهؤلاء معذورون تماماً، ومن يلومهم هو «الملام»، لأنهم «دراويش مساكين»، وكان ينبغي أن يتفهمهم من «يلومهم» ولا مشكلة سوى في توعيتهم، و«توعيتهم» هذه معضلة المعضلات، لأن مشكلة المملكة الحالية، ليست مع التنظيمات الحركية فقط، فهذه التنظيمات مشكلة كبرى، لكنها مكشوفة ومعروفة، والمملكة نجحت وستنجح أمنياً، لكن كارثتها الكبرى مع «الدراويش» الذين لا يدرون أن ما يقولونه يُعدُّ خدمة «ذهبية» لهذه التنظيمات الحركية المتجذرة، ولهذا أقترح على وزارة الداخلية، أن تلتفت لهؤلاء «الدراويش» الذين لهم جماهيرهم في التلفزيونات والصحف، وكل وسائل الإعلام، وأن تسخر جهود «لجان المناصحة» لتوعيتهم، هذا إن لم يكن في «لجان المناصحة» ذاتها عدد من «الدراويش» ومن القسم الثاني الذي سأذكره الآن، وأرجح أن لجان المناصحة لا تخلو من هذا «القسم الثاني» الذين وجدوا فرصتهم الثمينة، في ثقة النظام فيهم من جهة لأنهم متخفون، وفي تنفيذ أجندتهم السياسية من جهة أخرى، بحجة تديُّنهم، وعمق قدرتهم على محاورة ومجادلة «الضالِّين» كما نسمِّيهم، وهم في الواقع «حتى في المناصحة» يؤيدونهم ويحفزونهم ويشجعونهم، و«وزارة الداخلية» تعتقد أنها نجحت في إقناع «الضالين»، وربما لا تدري بحكم ثقتها في هؤلاء المتخفين أنها من خلال «المناصحة» هيأتهم لمواصلة المهمة التي من أجلها تم التغرير بهم فندبوا أنفسهم لها غفلة وجهلاً، طبعاً غفلة وجهلاً من الشباب المغرر بهم إلى أن تم القبض عليهم، أمَا وهم في السجن، فقد فهموا أن سَجنهم هو بسبب ما ارتكبوا ، لكن هذا الفهم يتبدد عندما يجدون «شيوخاً ودعاةً» وظَّفتهم «الداخلية» يكرِّسون فيهم أن سَجنهم خطأ ، وأنهم كانوا ومازالوا على حق ، وهنا يفهمون أن الحكومة موافقة على مافعلوا قبل سَجنهم ، وإنما أرادت تكريس المبدأ في أنفسهم ، وهذا يعني موافقة الدولة ذاتها، على تفجير نفسها، هل لاحظتم حجم الكارثة!؟. هذا هو القسم الأول، أمَّا الثاني «الذي قلت ربما أن عدداً منهم في لجان المناصحة ونحن لا نعلم، وكيف نعلم وهم متلبِّسون بالتقوى والصلاح ظاهرياً»، فهم أذكياء لدرجة الخبث، و مثقفون، يعون ما يفعلون، إنهم يستغلون هذه السذاجة العامة أسوأ استغلال، بل وينخرطون فيها عمداً، ويصورون للآخرين أنهم جزء منها، فتصبح هذه «السذاجة» عقيدة، عند أتباعهم ومريديهم -الأبرياء- وهم كُثُر جداً. هذا القسم خطيرٌ جداً، جداً جداً، لأنه لا يكتفي بالتقية، التي يمارسها «الحركيون» بفاعلية ونجاح متناهيين، بل يضيفون إليها وعيهم وثقافتهم وقدراتهم على التضليل السياسي، والثقافي والاجتماعي، وكسب ثقة الجميع ، وكل ذلك يتم باسم الدين الذي «يعرفون ونعرف يقيناً» أنه أفضل سلاح، بل السلاح المطلق المنتصر حتماً في ساحتنا السعودية. هؤلاء هم الأخطر جداً لأنهم – فعلاً- ماهرون عميقون أذكياء، بل يَصِلون لدرجة أن نضعهم في مراتب الباحثين الكبار والعلماء الأجلاء!!. هؤلاء الذين أسمِّيهم «الأذكياء بخبث»، يستغلون أي فتوى بريئة من سماحة المفتي أو غيره من العلماء الكبار الطيبين مظهراً ومخبراً، فيستندون إليها، وهم يضخِّمون صور الظلم من المرور وعقوباته، ومن فساد البنوك وربويتها و….و…. يتصيَّدون أي قرار أو تنظيم للحكومة مثل قرار تأنيث المحلات النسائية، أو تعيين عضوات الشورى، أو غيرها، فينفخون فيها ثم يتنادى السذَّج والدراويش ويبدأون رحلة التجمعات والاحتجاجات والبيانات، بينما أولئك المحرضون خلف الستار، هم أول من يعلم أن كل ما يتم يسير وفق أنظمة محلية وعالمية هم يعرفونها، ولا مشكلة فيها أصلاً، لأنه لا خروج فيها عن الشرع قيد أُنملة. طبعاً، كل هذه المقدمة الطويلة عن نوعي السذاجة «دراويشَ وأذكياء بخبث»، هدفها إيضاح أن هناك من ظن أن كتاباتي عن «قطر، والإخوان في السعودية» هدفها إبلاغ الحكومة واستعداؤها على هؤلاء، أو تنبيهها -على الأقل- للخطر الذي أتوهمه كما يظنون، وكما يروِّجون أنه وهم وجهل مني، ولهذا أود أن أقول، إن كانت حكومتنا تنتظر أن أبلغها عن خطر هدفه «اقتلاعها» وهدم مجدها، فهي حكومة لا تصلح أن تحكمنا، ولا بد أن نقتلعها نحن، ولا داعي لانتظار أصحاب الخطط السرية والتنظيمات الحركية، فإذا كانت الحكومة تنتظر صحفياً مثلي أن يبلغها عن خطر فهي لا تستحق أن تبقى لحظة واحدة، ولكن هذه حكومة لها أدواتها، ولها خططها ووسائلها، وهي تعلم، وتعرف كل صغيرة وكبيرة، ولولا علمها، لما نجحت الداخلية في إطفاء حرائق الإرهاب، ولما أصبحت خبرتها مطلبَ دول متقدمة كبرى للاستفادة منها في مجال حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، بل وكبح جماح مئات الخلايا النائمة قبل أن تنفِّذ أجندتها، ودون أن يعلم عنها الناس، وعدم إبلاغ الناس عنها، كما فهمت كقارئ متابع هدفه أمني واجتماعي، وقد أعود لشرح هذا الهدف ذات يوم. إن هدفي أيها السيدات والسادة من كل ما كتبت، وما سأكتب هو، أن أقول للشعب السعودي إن هذا هو الخطر الذي يتربص بكم من الشقيق في حكومة قطر وليس شعبها، ومن الأهل «الإخوان» في الداخل، أمَّا الحكومة فهي قطعاً تعرف أخطر مما أعرفه، لكنها صامتة لأسباب لا يعلمها إلاَّ الله، قد تكون «سياسية»، وقد تكون «حسابات أخرى»، لا ندري، لكنها تعرف معلومات، أكرر..«معلومات» أكثر مما أعرفه، من خلال قراءتي ورصدي للأحداث، وهذا أمر طبيعي في بلادنا، فأنا رئيس تحرير، لكن قد يعلم قارئ، أو مراسل لديه علاقات واسعة، أكثر مما أعرف من معلومات، بسبب الحكومة المتكتمة، وهي الحكومة التي تعرف أن الإعلام اليوم أقوى سلاح، وهذه جوانب من مشكلاتنا الداخلية، التي لا نتهيَّب مناقشتها مطلقاً، لأنها إن كانت صحيحة فلا بد من معالجتها، وإن كانت خطأً، فهي فرصة أن نقول للناس ما هو الصحيح!. ولكلِّ ما تقدم، احترت – فعلاً- أين أضع الأخ «مهنا الحبيل»؟، هل هو من «الدراويش» أم من «الأذكياء بخبث »، أم هو يمثل فريقاً اسمه «الإخوان المسلمون السعوديون» ومن ينتمي لهم، وما تفرع عنهم، – اختلافاً أو تكتيكاً- ، ويريد أن نتعامل معه على هذا الأساس؟. طبعاً من المستحيل أن يكون «مهنا» درويشاً، وبقي أن يكون إمَّا «ذكياً بخبث» أو «إخوانياً»، وأنا – ولا أزكِّي على الله أحداً- أثق أن الأخ «مهنا الحبيل» ليس خبيثاً، ومن المستحيل أن يظن – مجرد ظن- أنني «غبي»، وأنني لا أعرف مصلحة وطني، ولا أدري عن علاقاتنا الوطيدة بالشعب القطري – كما قال- في مقاله الذي نشره في صحيفة «الوطن» القطرية، تحت عنوان ساجع هو: «حوار وميزان مع مقالة الزميل قينان» الذي اتهمني فيه بأمرين، أولهما «استعداء الحكومة السعودية على بعض أبناء شعبها لأنهم ينتمون إلى تنظيمات حركية، وهذا الاتهام أفَضْت في توضيحه في بداية هذا المقال، وقلت إن هدفي توعية الناس، أمَّا الحكومة فتعرف أخطر وأعمق مما أعرف، ولا تحتاجني لأبلغها، أمَّا الاستعداء فحكومتنا – والحبيل يعرف تماماً- تصفح حتى عن المجرمين في حقها والمتآمرين عليها، بل وتكرمهم، وقبل أن تكرمهم تتستر عليهم ولا تفضحهم، وتمدُّ السخاء والكرم إلى أهليهم، فلا تجعلهم في مهب ريح الحاجة؛ لأن الحكومة تطبق المنهج القرآني «ولا تزر وازرة وزر أخرى». الاتهام الثاني: أنني حين كتبت عن قطر جئت عكس الموقف الرسمي للحكومة السعودية، وأنني أسأت للشعب القطري «لاحظوا.. الشعب!» الذي بيننا وبينه أواصر وروابط وعلاقات. وهنا، فإن الحبيل شخصياً، وكل فريقه الذين صفقوا له على النت والمنتديات والمجالس، سواء كان أولئك المصفقون من الدراويش أو من الواعين، كلهم يعرفون – قطعاً- أنني لست موظفاً في الحكومة، لا علناً ولا سرًّا، وهم يعرفون معنى «سرًّا» هذه، وبالتالي لست ملزماً بالاتفاق مع موقف الحكومة الرسمي، وهو موقف غامض «خاصة في موضوع قطر» لا أعرفه حتى الآن، لكنني بصفتي الوطنية «مواطن»، وصفتي المهنية «رئيس تحرير»، استمعت إلى المكالمة الشهيرة لوزير خارجية قطر، التي فيها تآمر واضح على وطني «المملكة»، ورصدت التحركات السياسية والمالية الواضحة لحكومة قطر، ووجدتها تحركات تنسجم مع «الخطة» التي أفصحتْ عنها «المكالمة الشهيرة»، فوجدت أن من واجبي «الوطني والمهني» أن أنبِّه الشعبين الشقيقين « القطري والسعودي « إلى خطر «اللعب بالنار» الذي تمارسه «حكومة قطر»، وطبعاً – بكل تأكيد وثقة- الأخ الحبيل وفريقه من المصفقين والمطبلين، استمعوا – قطعاً- للمكالمة التي لم ينفها وزير الخارجية نفسه، على الرغم من تسربها منذ سنوات، وهم رصدوا مثلما رصدت التحركات المريبة لحكومة قطر، وهم قرأوا مثلما قرأت كلام وزير خارجية ليبيا السابق عبدالرحمن شلقم عن أهداف قطر وآلياتها لتحقيق تلك الأهداف، وهم غالباً قرأوا كتاب «سر المعبد» عن تنظيم «الإخوان» في مصر وأفكارهم وآلياتهم، وغيره من الكتب، وهم يعلمون – تماماً- أن هذا الوضع يسيء للشعب القطري قبل أن يسيء للشعب السعودي، لأنه لا فرق بين الشعبين، والمفروض ألا يكون هناك فرق بين الحكومتين، فلماذا حكومة قطر تتآمر وتتحرك لاقتلاع شقيقتها حكومة السعودية!؟ . أجبني الآن يا أخ «مهنا الحبيل» وليتك تستعين بأعيان الفريق «المصفق» لك، وأولهم الدكتور «محمد الحضيف»، وقل: لماذا تجاهلتَ المكالمة الشهيرة، والخطط والترتيبات المكشوفة للحكومة القطرية، والتنظيمات الحركية في السعودية، ورحت «تستغبيني» وتغالط، وتتهمني بما تعرف أنت وفريقك أنني محقٌّ فيه، وصريحٌ في إعلانه، والشعبان القطري والسعودي -عدا من ينتمي إلى فريقكم- يؤيدانني فيه، بل وكثير منهم أذهله، وفجعه، وراعه، أن يحدث. قل لي بصراحة يا أخ مهنا، في حبل من تحطب؟، قلها ولا تتردد ولا تخف، والمسألة هنا مسألة مصير، وليست وجهات نظر في قصيدة نختلف حولها، المسألة هنا مسألة مصير «وطن»، مصيري وأبنائي وأحفادي، ومصيرك وأبنائك وأحفادك، ودعك من «آل سعود» نحبهم أو نكرههم، السؤال هنا، عن «الوطن» عن «المملكة العربية السعودية»، عن وحدتها الوطنية، وعن ضمانات هذه الوحدة العظيمة، هل قيادة «آل سعود» أهمُّ وأول تلك الضمانات – بعد الله- أم لا؟. إن كان «آل سعود» كذلك كما أعتقد، فإن «اللعب بالنار» الذي تمارسه حكومة قطر هدفه النهائي اقتلاع هذه الأسرة، أو على الأقل زعزعة استقرار المملكة وبث الاضطرابات في أرجائها، ومن واجبك وواجبي أن نقف ضد اقتلاع أهم ضمانات وحدتنا الوطنية، سواء أحببناهم أو كرهناهم، ومن واجبنا جميعاً أن نحول دون زعزعة الأمن والاستقرار، وإن كنت يا أخ مهنا أنت وفريقك ترون غير رأيي هذا، وتعتقدون أن فكر وطموحات وأهداف تنظيم جماعة «الإخوان المسلمين» العالمي هو الضمان الأفضل لوحدتنا الوطنية، فلا بأس، «اظهر وبان عليك الأمان»، ودعنا نتناقش علناً أمام الناس، وعلى صفحات «الشرق»، أهلاً وسهلاً بك، فأنت قلم وفكر يجب أن يعرفه «السعوديون» من منبر سعودي، وليس من منبر في الدوحة يجاور قناة «الجزيرة»!!. أبلِغ فريقك كله يا أخ مهنا أن «الشرق» ترحب بهم-و«الشرق» بالمناسبة صحيفة وطنية ، وليست إقليمية «دمامية» كما وصفها الحبيل، فهي تطبع في ثلاث مطابع في «الرياضوجدة والدمام» وهي توزع وتبيع من نسختها الورقية مايذهل الحبيل وغيره في زمن«الإنترنت»الذي تفوق موقعها فيه وأصبح في المركز الثالث بين صحف الصدارة السعودية خلال عام واحد من عمرها – .. ، وأنا شخصياً بصفتي رئيس تحرير، حاولت استكتاب صديقك وصديقي الدكتور محمد الحضيف ورفض، وحاورته هاتفياً وقتاً طويلاً حول بعض ما ورد في مقالاتي السابقة، حين غرَّد ساخراً منها، فلم يواصل الحوار معي، وقطعه بحجة حاجته إلى النوم المبكر، الآن ناموا مبكراً ولْنتحدث ونتحاور ونكتب في وضح النهار وتحت الشمس، حياكم الله، وأرجوكم رجاء خاصاً، ألا نخرج عن الموضوع، لا يقل أحد ولا تدَّعُوا أنتم أنني أطعن في ولائكم للقيادة والأسرة ونحو ذلك، فأنا لا أطعن، أنتم مواطنون لكم رأي وهذا من حقكم، فدعوا القيادة والأسرة الآن، وسأضيف حتى لا نخرج عن الموضوع، أننا متفقون على ضرورة الإصلاح، وسبق أن قلت إن «الإصلاح السياسي» أبو الإصلاحات وأمها، وقيادتنا تدرك ذلك، وبوادر ذلك الإصلاح المنشود بدأت على يد «ولي أمرنا»، عبدالله بن عبدالعزيز، وكل هذا معروف ومفهوم ومتفق عليه بيننا، وأنا أقوله وأكرره هنا، حتى لا نخرج عن موضوعنا، إن أردتم الحوار معي، القضية الآن واضحة، وموضوعنا هو «الولاء للوحدة الوطنية»، وضمانات تكريسها واستمرارها، فلا نخرج، ولا نغالط، ولا نتهم، وبالمناسبة «تحت الشمس» اسم زاوية صحفية شهيرة لأستاذنا «علي العمير» وكانت مدرسة بحد ذاتها، وليتها تعود. نقلا عن "الشرق"