مادام «عذروبي» كفاح للايمان تراه في تاريخ «عمري» كفايه لا، لا، يا «خالد الفيصل» سأوضِّحُ لك، «الكفاح عن وسطية الإسلام وعظمة سماحتة» ليس «عذروبك» الوحيد، ولا الكبير، بل كفاحك عن وحدة الوطن العظيمة التي صنع بها «عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله» أعظم حدث تاريخي في حياة العرب، وكفاحك عن «قيادة الوطن» الممثَّلة في أسرتك «أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز»، التي هي الضمان الوحيد، بعد الله، لتلك الوحدة الوطنية الرائدة هي من «عذاريبك» الكبرى. أرأيت يا أميرُ كمْ هي «عذاريبك» كثيرة، دعْكَ من نجاحاتِك «في الإدارة والثقافة والفن»، ودعْكَ من طموحاتِك في الوصول إلى العالم الأول بقيادة «حبيب الشعب أبو متعب» وعضده «أبو فهد»، هذه «النجاحات والطموحات» «عذاريب كبرى أخرى» بل «طوام» عند الذين «شتموك وسيشتمونك» اليوم وغداً، وبعد غد، فهؤلاء «يا أبا بندر» لا يهم «الدين» عندهم إلا بمقدار ما يتهيأ منه مِن «مطايا يشدُّون عليها عدَّتهم وعتادَهم»، من أجل معالجة بقية «عذاريبك» الأخرى كلها، كما يشتهون ويريدون، إذ إن «عذاريبك» التي عددتها لك هنا، وليس عذروب دفاعك عن الدين، هي المزعجة المؤرِّقة لهم، ويريدون اقتلاعها، واقتلاعك عن طريق «الدين»، الذي تدافع عنه بطريقة لا تعجبهم، فهم يعلمون علم اليقين أن «عقيدة ودين تنظيم القاعدة» لا تحظى عندك بأدنى احترام، وأن «عقيدة ودين كل التنظيمات الحركية الأخرى»، عندك في نفس المنزلة من عدم الاحترام، بل هم يعلمون علم اليقين، أنك تعرف أهداف تنظيم القاعدة والتنظيمات الحركية أياً كانت انتماءاتُها، وهذا هو المزعج الصاعق لهم، هذا «عذروب عظيم» يريدون تنظيفَك منه، يريدونك «درويشاً» تردِّدُ ما يقولون وما يُمْلُون، أليسوا يقولون «قال الله، وقال الرسول»؟ فلماذا لا « تتدروش» وتصدقهم وتكرِّس أقوالَهم حتى يصلوا إلى ما يريدون من خلالك؟ لماذا تواجههم بأنك تعرفهم وتعرف الإسلام الصحيح؟ لماذا تقول لهم: الدين ما هو صفقةُ أحزابٍ وإعلان، ولا لأهداف السياسة دعاية؟. أنت بهذا تجعلهم يتميَّزون غيظاً، فيفورون شتيمةً وتشكيكاً، ليس في فهمك، بل لأنك تفهم، وهم لا يسعدُهم هذا؛ لأن فهمك يقطع الطريق الذي عبَّدوه سراً عبر «المنهج الخفي»، وعلناً عبر «الدراويش»، ثم تأتي الآن وتقول: كل طريقكم المعبَّد من قِبَل «جهيمان» حتى الآن مصوَّرٌ ومعروفٌ ومحفوظٌ داخل «كاميرات ساهر الأمن السعودي»، هذا كثير، هذا صاعق يا «أمير»، ليس للرؤوس؛ فهم أذكى وأدهى من أن يشتموك أو يحاوروك، هذا صاعقٌ للأتباع المخدوعين، والدراويش المُستَغَلِّين بضم الميم وكل الشتائم التي تُكال لك هي من هؤلاء الذين يتحركون ب «الريموت كنترول»، وهم لا يعلمون أن موجِّهيهم يستخدمونهم «حطباً ووقوداً» لمعركتهم. والآن أقول، وقبل أن يتبرَّع «شتَّامٌ أو درويشٌ» فيصفني بالنفاق، أو التبعيَّة، أو الليبراليَّة، أو غيرها من الشتائم والتُّهَم الجاهزة، قبل ذلك ومعه وبعده، أقول: أنا أحب «آل سعود»، وهذه تهمةٌ لا أنفيها، وشرفٌ أدَّعِيه، أمَّا خالد الفيصل شخصياً فهو عندي من أغلى الغالين في حياتي، ومع كل ذلك أنا أحب وطني ومواطنيه أكثر من حبي ل «آل سعود» كلهم، ولكني أعتقد أن الضمان الوحيد بعد الله لوحدة هذا الوطن، ورقيِّه، وتنميتِه، وأمنه واستقراره، هو قيادة «آل سعود»، وهنا يندمج عندي ويتداخل ويمتزج حبي لهم مع حبي للوطن؛ ولذلك، فلا داعيَ للشتم ولا للتُّهَم، فها أنا أعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، وبطبيعة الحال فأنا شخصياً أعرف أن الغالبية العظمى ممن أعرفهم وأنا أعرف كثيرين من أصحاب الفكر والقلم والرأي، هم مثلي في هذا الحب، بل وأكثر، ونحن نتَّفق ونختلف في وسائل التعبير عنه، وآليات تكريسه، أما الهدف فلسنا مختلفين فيه مطلقاً، فكلنا نسعى لهدف واحد هو تكريس وحدتنا الوطنية بقيادة «آل سعود»، وتحت هذا الهدف نجتهد في تقديم الآراء والأفكار الإصلاحية الساعية لتكريسه وتعظيمه، ليبقى هو الهدف الأبدي للكل. أما في مضمار التفاعل الأخلاقي والإنساني، وفكر المسؤول القائد الفذ، فاقرأوا قصيدة «خالد الفيصل» التي نشرتها الزميلة «الوطن» أمس، تحت عنوان «هل التوحيد»، وقبل أن تقرأوها تذكروا قول الشاعر الأموي «المُقلِّ « محمد بن عمير: يُعاتِبُني في الدَّينِ قَومِي وإنَّمَا دُيُونِي فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا أسدُّ بِهَا مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُوا لَهَا سَدَّا وإنَّ الذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُمْ وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبِي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ وَإِنْ هَم هَوَوا غَيِّي هَوَيْتُ لَهُمْ رُشْدَا ولا أَحْمِلُ الحِقَدَ القَدِيمَ عَلَيْهِمُ وَلَيسَ يَسُودُ القَومَ مَن يَحْمِلُ الحِقْدَا والآن، قبل أن تشتموا «خالد الفيصل» اقرأوا قصيدتَه، وهو يقول: وإن طالني من بعض الاخوان بهتان والله ما ارضى في غلاهم وشايه إخوان وكرام وابناء الأوطان حق عليَّ أفزع لهم بالحمايه وانا لهم لو شنّوا الحرب عدوان أذود عنهم في نهار الرمايه صدقت، صدقت يا أمير، وأنت لست بحاجتي لأشرح مقاصدَك، ولا أدافع عنك؛ فهذه أخلاقك، هذه أخلاق «آل سعود»، هذه أخلاق كل مسلم واعٍ، هذه أخلاق كل مواطن محبٍّ لوطنه، هذه أخلاق من قصدهم «بن عمير» وهو يقول: وَليسَ يَسُودُ القَوْمَ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا فليت الأتباع «المخدوعين» النشطين في الشتم والتشكيك، وليت الدراويش «المصهللين» على الشاشات والمنابر، ليتهم جميعاً يدركون ماذا يُراد منهم وبهم، نعم! ليتهم يُدركون، إنه لن يسود القومَ حقودٌ، ولا درويشٌ، ولا شتامٌ، ولا خادعٌ كاذبٌ مستغلٌ للدين لأغراض الإساءة أو السيطرة على وطن، فدون ذلك خَرطُ القتَاد، ووعي الرجال «الرجال».