أعلن رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود تأسيس الجمعية العلمية السعودية للقياس والتقويم من جامعة طيبة، وذلك خلال تدشين فعاليات المؤتمر الدولي الأول للقياس والتقويم تحت عنوان "معايير القبول في التعليم العالي" الذي افتتحه وزير التعليم العالي رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور خالد محمد العنقري نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأحد 18 محرم 1434ه, والذي تستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام وذلك في قاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتننتال بمدينة الرياض . بدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم بعد ذلك ألقى رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم ورئيس اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود كلمة بهذه المناسبة ثمن فيها الرعاية الكريمة للمؤتمر، وتطلعه أن يحقق الأهداف التي يطمح إليها خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله-راعي المؤتمر من أجل تطوير التعليم في المملكة من خلال تبادل الخبرات المحلية والعالمية .
كما رحب الدكتور المشاري باسمه وباسم منسوبي المركز بالحضور الكريم في عاصمة بلد السلام والإسلام والخير والعطاء المملكة العربية السعودية، وقال: "إن هذه الليلة تأتي بعد اثني عشر عاما من العمل المتواصل للمركز الوطني للقياس والتقويم في خدمة الاختبارات والمقاييس التربوية والتعليمية والمهنية, كما أن هذه الليلة تأتي والمركز يقدم 52 اختبارا مختلفا بعشرات النسخ التي تصدر كل عام"، وأضاف أن: "هذا المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات الدورية التي تناقش بإذن الله ملفات مهمة في مجال عملنا. نناقش أهم محاوره ونعالج مشكلاته ونبحث في الحلول والآفاق الجديدة فيه، ونضيف للخبرة العالمية نتائج حلول عملية، كل ذلك بمشاركة عالمية وفضاء مفتوح لأصحاب العلم والخبرة والتجربة".
وقال في كلمته: "إننا نسعد وإياكم في هذا المؤتمر بانطلاقتين جديدتين هما جائزة قياس للتميز في عامها الأول في محور الطلاب والطالبات المتميزين في اختبارات المركز، وكذلك محور المدارس الثانوية المتميزة في أداء طلابها في اختبارات المركز، حيث نكرم الليلة عشرة طلاب وعشرة طالبات و خمسة مدارس بنين وخمسة مدارس بنات، ونأمل في العام القادم ان نكرم الباحثين المتميزين في مجال القياس والتقويم عالميا وهو المحور الثالث للجائزة. وأدعو المتخصصين متابعة إعلان طلب الترشيح لهذه الجائزة قريباً، أما الانطلاقة الثانية فهي تأسيس الجمعية العلمية السعودية للقياس والتقويم من جامعة طيبة بالمدينة المنورة، حيث سنشهد خلال المؤتمر انطلاقة الجمعية والاجتماع التأسيسي لها، أما الفرحة الكبرى في هذا المؤتمر فهي إطلالة راعي هذا المؤتمر سيدي خادم الحرمين الشريفين بعد نجاح العملية الجراحية وتماثله للشفاء. سائلين الله تعالى له تمام العافية والصحة، مقدرين له حفظه الله موافقته على رعاية هذا المؤتمر وتشجيعه للعلم وأهله".
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن المركز الوطني للقياس والتقويم, ثم ألقى مجموعة من المحاضرون العالميون ضيوف المؤتمر كلمة بهذه المناسبة ألقاها نيابة عنهم الرئيس التنفيذي للهيئة الأمريكية للاختبارات الدكتور جون وتمور , الذي قال: "أتقدم نيابة عن زملائي بجزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين ولوزير التعليم العالي ولرئيس المركز الوطني للقياس والتقويم على هذه الاستضافة وإتاحة الفرصة لنا بالمشاركة في هذا المؤتمر الدولي"، وأضاف جون وتمور أنه من الملاحظ اهتمام العالم بأجمعه بقضايا التعليم ومشاركته المعرفة والفرص المتقدمة للطلاب في العالم أجمع في شتى مناحي حياته , مشيراً إلى أن الاختبارات التي تقدم للطلاب والطالبات ليست مجرد شعور بالربكة إنما هو قفزة نحو التغيير فالاختبارات تعني معرفة الطلاب لنقاط القوة والضعف بهم ومحاولة تعزيزها باستخدام مصادر أكاديمية معروفة وخطوات ضرورية لتغيير مناحي حياتهم .
بعد ذلك ألقى وزير التعليم العالي رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور خالد العنقري كلمة نقل فيها تحيات وترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- والذي كلفه بالنيابة عنه -أيده الله- بافتتاح المؤتمر, كما رحب معاليه بالحضور، وأكد أن المرحلة التي يمر بها التعليم العالي في المملكة من تطور مضطرد ومنافسة عالمية وتحديات متطلبات سوق العمل , تحتم الاستعداد لذلك بالتخطيط للمستقبل والتعامل مع تلك المتغيرات بخطط استراتيجية للتوسع والتقويم الذاتي وتراعي فيه مدخلات التعليم العالي وتحري المعيارية فيها للوصول إلى ضبط جودة المخرجات لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للقوى العاملة من حيث الكم والكيف.
وبين الدكتور العنقري أن من هذا المنطلق كان حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على الجودة في التعليم العالي ليتبوأ المكانة العالمية المناسبة, وليتمكن من الريادة والتميز وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية لتأهيل الخريجين بمختلف المهارات والقدرات التي تتناسب مع احتياجات المجتمع وسوق العمل للمشاركة في التنمية المستدامة لبلدنا الغالي.
وأشار معاليه إلى أن التعليم في المملكة يشهد دليلاً ملموساً على وجود صمام أمان لآلية القبول في التعليم العالي , حيث انطلقت الوزارة والجامعات في التعامل مع قضية الجودة من حيث رفع الكفاءة النوعية للطلاب في الجامعات عن طريق الموائمة بين قدرات الملتحقين بالتعليم العالي مع التخصصات المختلفة في التعليم الجامعي , وهو ماتحقق من خلال إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي عام 1421ه لضبط مدخلات التعليم العالي من خلال مقاييس مختلفة مستخدمة عالمياً ذات مصداقية عالية تساعد على توزيعاً عادلاً كلاً حسب امكاناته وتضعه في مكانه الملائم, لضمان كفاءة عالية لمدخلات التعليم العالي الجامعي .
وفي ختام حفل الافتتاح سلم الدكتور خالد العنقري الجوائز على الفائزين المتميزين تحت مسمى جائزة "قياس للتميز ".