"النخوة" تلك المفردة التي تعني للإنسان الكثير، كانت وراء الدافع الأخلاقي لمن فضل أن يواجه الموت على أن لا ينسحب من موقف لايوحي بالنجاة.. الشهيد "يوسف العوفي"، روى بدمه أن للرجال مواقف تبيع فيه أرواحها ولا تبالي إذا كان الثمن مبادئ جُبلت عليها.. رفض النجاة بنفسه وترك الآخرين يصارعون الموت، من أجل كلمة "تكفى"، سمع الصوت منادياً فهرول لتلبية "نداء الواجب" مستعيناً بالله، وأنقذ أنفساً كانت تشرف على الهلاك. يوسف وياسر أحمد العوفي أخوان كانا في طريقهما لقريتهما "مغينية" حين داهمت السيول الطريق الذي يربط بين رابغ والقرى الواقعة شرق المحافظة، الساعة العاشرة مساءً سيول صغيرة تقطع الطريق ولكن الوصول كان ممكناً، حتى تعرض جزء من الطريق لهوجة كبيرة من السيل تسببت في تعطل بعض السيارات في الطريق، يوسف وياسر بعد أن شارفا على الخروج من السيل جذب انتباههما نداء استغاثة من شاب برفقة عائلته جعل أمر العودة ومواجهة الخطر شرفا لم يرفضاه. يقول ياسر الذي نجا من الغرق "بفضل الله"، إنهم كانا على وشك الخروج من السيل بعد أن وصلوا إلى نهاية الموجة التي ضربت الطريق ولكن نداء استغاثة استوقفهم من شاب معه 6 سيدات في سيارته، ويضيف ياسر قمنا أنا ويوسف رحمه الله بإخراج أربع نساء وأركبناهن الوايت، وعندما هممنا بالخروج، قال الشاب إن هناك سيدتين ما زالتا في السيارة التي جرفها السيل، ويضيف ياسر "فضل يوسف أن نخرج السيدتين من السيارة، وبالفعل أخرجناهما وبقينا متمكسين في عمود بالطريق حتى لا يجرفنا السيل الذي أصبح يرفعنا حتى لا تكاد أقدامنا تلامس الأرض، وبعد ذلك جاء رجل يستغيثنا لإنقاذ ابنه الذي غرق أمام عينيه، وكان السيل يجرف سيارته للخلف وفي السيارة أطفال ونساء، وحاول يوسف اللحاق بالسيارة، ولكن تمكن منه السيل وجرفه، رغم إجادته للسباحة، وبقينا نحاول الخروج من السيل وبعد عدة ساعات خرجت لجبل قريب من الطريق ليكتب الله لي النجاة ويكتب الشهادة ليوسف، والحقيقة أن هناك أناسا كثيرين ممن جاءوا بعد الكارثة للمساهمة في إنقاذ المحتجزين ولكن مشيئة الله قد نفذت". (من الوطن السعودية)