أحمد طفيل البلادي 44 سنة متزوج وأب لستة أطفال ضرب أروع الامثلة في التضحية والفداء حين ألقى بروحه وسيارته التي يملكها بين أمواج سيل تمايا العارم من أجل أن يلبي صرخات الاستغاثة من النساء والاطفال والرجال المحتجزين داخل سياراتهم غير مبالٍ بهدير السيل والاشجار التي تتقاذفها أمواجه العاتية المدينة التقت أحمد في موقع الحدث وبجوار سيارته التي تهشمت وتلفت محركاتها .. يقول أحمد :عندما قدمت نحو الوادي شاهدت السيول تدفع بالسيارات والعوائل بداخلها تستغيث وتطلب النجدة وجاءني شاب اسمه عبيدالله بطي وقال لي انظر السيارات كلها عوائل واطفال فتعال ننقذهم فتقدمت بالوايت واخذنا نطلع الكبار والصغار في غمارة الوايت وعلى سطح التانكي وتمكنا بفضل الله من انقاذهم.. يضيف : ثم جاءني رجل يناشدني المساعدة ويقول ياخي واحد من اولادي شاله السيل من يدي وبقي اثنان وامهم في هذه السيارة فعدت معه رغم يقيني بصعوبة الوصول فرافقني حتى بالقرب من سيارته وقال انا سأناولك الاولاد ثم توجه نحو سيارته الا أن السيل كان اقوى من قوته فجرفه واخذ يقلبه حتى اختفى وبعده بلحظات دفع السيل سيارته ثم فجأة ازداد تيار السيل وفقدت التحكم في السيارة واضطرت للصعود الى سطحها وبدأ السيل في دفع السيارة ،رغم كبر حجمها ووزنها، فحاولت النجاة بنفسي الا أن السيول جرفتني لمسافة تزيد عن 500 متر وانا أحاول أتعلق بالاشجار التي ترتطم بأقدامي حتى أن من الله عليه بشجرة في جانب مجرى السيل فظللت متعلقا بها إلى أن تقدم الي المواطنون وأنقذوني بحبل .. وأكد ان هناك افرادا ظلوا ساعة ونصف دون ان يجدوا من ينقذهم وختم بقوله : بعد خروجي أسأل رجل الدفاع المدني لم تلق على بحبل؟ المواطن أحمد طفيل أكد أنه أنقذ على ظهر الوايت أكثر من 15 طفلا وسبع نساء وثمانية رجال وقدم روحه وسيارته فداء لأرواحهم واستجابة لصيحاتهم ورغبة فيما وعد الله به من أجر لمن أحيا نفسا ولمن مات غرقا من أجر أحمد ضحى بروحه وفقد سيارته التي يعول من دخلها اسرته . عبيدالله بطي شاب في 33 من عمره غامر هو الآخر بحياته حين رافق صاحب الوايت في رحلة الانقاذ .. يقول عبيدالله تركت سيارتي وانطلقت لأشارك في إنقاذ الأطفال والنساء والرجال بعد أن جرفت السيول سيارتي امام عيني الا انني لم اعرها اهتماما أمام صيحات وصرخات الاطفال والامهات والحمدلله ساهمت في الانقاذ ورغم فقداني سيارتي الا أنني أشعر بالسعادة التامة نتيجة لاسهامي في انقاذ الكثير من الأرواح.