بطولات سطرها أبناء العوفي في الليلة الرهيبة التي اجتاح فيها السيل تمايا في رابغ أول أمس، فذهب يوسف شهيدًا بعد أن شارك في إنقاذ أكثر من 15 محتجزًا، ونجا شقيقه ياسر بعد أن جرفه السيل مع العشرة الغرقى لمسافة 2كم وظل خمس ساعات على صخرة بسفح جبل. وفي تفاصيل المأساة التي بدأت بعد توجه أحمد العوفي وبرفقته أربعة من أبنائه الصغار نحو تمايا وبعد أن شاهد أبناؤه لمعان البرق وتحركات السحب لحق يوسف واخوانه ياسر ومنذر خوفا على والدهم من التعرض لمكروه وعبدالاله بسيارة ثالثة من اجل الاطمئنان على سلامة والدهم ياسر ويوسف توجهوا نحو المحتجزين بعد أن ودعوا والدهم واخوانهم الصغار إلا أن السيارة التي يستقلونها توقف محركها وتوقفت وسط الطريق المغمور بمياه سيل تمايا ونزل ياسر ويوسف يمشون من اجل الخروج وبعد خروجهم سالمين صاح عدد من المحتجزين يناشدونهم الفزعة والإنقاذ فكانت عبارات تكفون بالنشامى تتعالى ورجع يوسف ولحق به ياسر وسط نداءات المحتجزين الفزعة تكفون لا تتركونا.. إنقاذ البنات والأطفال يوسف يجيد السباحة فدخل في قلب السيل وظل يأخذ البنات والاطفال الصغار ويرفعهم على كبوت الوايت حيث يتناولهم اخوه ياسر، الناجي الوحيد من العشرة الذين جرفهم السيل ومنه إلى سطح الوايت وبعد أن مشى الوايت للوراء يقول ياسر: ناشدتنا امرأة قالت تكفون لا تخلونا ثم وجدنا رجلين وست حريم في سيارة واحدة وكان بالامكان أن ننجو بأنفسنا الا أننا بقينا وقمنا باخراج بنتين إلى الوايت وشعرنا بتعب شديد وجاءنا رجل وقال تكفون أمي، قال: أمي في السيارة ورجعنا اخذنا ناعمة من اجل ايصالهم للوايت وتمسكنا بعامود اللوحة انا ويوسف ورجلان وامرأتان وكانت احدى النساء تسقط بالماء والرجل يطالبها بالوقوف وجاءنا رجل على ما يبدو انه عبدالله فرج رحمه الله يستنجد ويقول: ولدي سقط في السيل وزوجتي وابنائي في السيارة، ثم بدأ السيل في الازدياد والعلو والارتفاع وشعرنا بالخطر إلا أننا تسلحنا بسلاح الايمان والصبر، السيارة بدأت تتحرك والمرأة تصيح تكفون الحقونا والسيل بلغ حتى أكتافنا وكدنا نغرق في مكاننا.. صيحات المرأة يوسف رحمه الله طالبنا بالتقدم بالسيارة اعترض ونحن تقدمنا قليلا وسقطنا جميعا وجرفنا السيل وكان يوسف قد اقترب من السيارة استجابة لصيحات المرأة واطفالها ولكن جرفه السيل وجرف السيارة ولم أره بعد ذلك حيث جرفني والنساء والرجال الذين معي وفرقت بيننا أمواج السيل واخذت اصارع السيل مرة اسقط ومرة اسير على قدمي واخرى مع الماء وقد رأيت الموت عدة مرات بعد 2كم وبلطف من الله تعلقت بصخرة كبيرة بجانب الوادي ومنها إلى صخرة اخرى حتى خرجت إلى جانب الجبل وقد تيبست اطرافي وعجزت عن الحركة من شدة التعب وهول ما رأيت واخذت اربع ساعات في الجبل اصيح بأعلى صوتي ولكن لا مجيب. 5 ساعات انتظار وقال ياسر عبدالله فرج: انجرفت قدماي وانا آخر عهدي بيوسف وهو يحاول إنقاذ عائلة عبدالله فرج بالسيارة ومن كان معي ومعه في اخر اللحظات غرقوا ويوسف معهم غرق وجلست خمس ساعات وأنا اطلب النجدة ولا مجيب. عبدالاله اخ يوسف وياسر يقول: طلبت من الدفاع المدني طائرة او أي تدخل لإنقاذ اخي ولكن لا مجيب. خال يوسف المهندس عبدالله اللهيبي تسأل: هل الشباب الذين انقذوا الخمسين اليسوا دما ولحما ولما لا يكون رجال الدفاع المدني مثل هؤلاء وما الفائدة من رجل الدفاع المدني الذي لا يملك القدرة على التدخل في مثل هذه المواقف وإنقاذ حياة الناس وهم المعنيون بالتدخل لإنقاذهم؟!