في قرية المكر بعكا يطل شاب بسحنته العربية ولباسه التراثي مناديا إلى االقيام من أجل السحور. المثير في الموضوع ليس فقط محاولته إحياء تقليد آخذ في الاندثار، وإنما لأن هذا المسحراتي مسيحي الديانة، وقد تأثر بالمسلسلات السورية التي تنقل صورة عن الأزقة والحارات والعلاقات الإنسانية. عشق ميشيل المسحراتي المسلسلات السورية بما تعكسه من جمال المكان وروابط اجتماعية متينة بين أفراد الحارة.
ويعرف ميشيل نفسه بأنه عربي الانتماء، فلسطيني الهوية، شرقي العادات والتقاليد، مسيحي الديانة.
يقوم المسحراتي بهذه التقاليد منذ سنوات، وكونه مسيحيا لا يمنعه من أن يكون مسحراتي، في مدينة يتعايش فيها المسيحي والمسلم بتناغم وألفة.
يجول ميشيل قارعا طبله، ينشد ولا يهدف إلى ربح أو جزاء، يسعى فقط إلى خلق أجواء رمضانية حميمة في مدينته رغبة في إحياء تقاليد مستمدة من التراث تكاد تندثر في ظل طغيان مظاهر الحياة العصرية.
ولقيت مبادرة ميشيل المسحراتي استحسانا من سكان القرية مسلمين ومسيحيين، كما قامت جهات إسلامية بتكريمه عرفانا له بالجميل في هذه الخطوة التي توطد العلاقات في المدينة.