مكة المكرمة – الوئام – حجب العصيمي: «المسحراتي» من الشخصيات المشهورة التي ارتبطت ارتباط وثيقا منذ الأزل, وظلت هذه الشخصية لها طابعها المميز الذي تضيفه كل عام على الليالي الرمضانية بين أزقة وحواري مكة، حيث عاشت الشوارع والأزقة المكية في الليالي الرمضانية قصصًا وعادات تأصلت عبر مر الأزمنة السابقة مرتسمة بفنون وطقوس قديمة. وقد التقت (الوئام) بعدد من أهالي مكة كبار السن منهم العم حسين عباس، الذي أكد أنها كانت أياما حلوة وجميلة لها طعمها وذكراها لما فيها من المحبة والتقارب والألفة والمساعده والتكاتف بين الجيران وسكان الحي وقال أحدهم العم أحمد كنده “كنا أيام زمان نشاهد خلال الساعات المتأخره من رمضان قبيل الامساك المسحراتي وهو يجوب تلك الحواري والأزقة وفي يده الطبل مناديا “أصحي يانائم اصحي يا نايم، اصحي يا نايم، اصحي وحد الدايم، رمضان كريم، تسحور فإن في السحور بركة على هذه السيمفونية كان المسحراتي يطرب اشجان المكاويين في ليالي رمضان موقظهم للسحور ومطربا مسامعهم بالأشجان والمدائح ولكن مع التطور والمدنية في هذا العصر تلاشى (المسحراتي) وتباعد الناس بكل شي عن بعضهم البعض”. والتقينا بالعم نزية فيومي ممن عاصر شخصية المسحراتي قائلا “المسحراتي كان يتواجد دائما في ليالي رمضان في الحواري والأزقة في الساعات الأخيرة من الليل ويحمل في يده الطبل والنقرزان ويدق على الطبل مناديا اصحى يا نائم وحد الدائم قوم أتسحر فالسحور بركة، لكن الآن فهذه السنوات العشره الأخيرة اندثرت شخصية المسحراتي نظرا للعصر الذي نعيش فيه والتطور في جميع الوسائل الحديثة فالجوالات والساعات المنبه أصبحت تغنينا عن المسحراتي. كما أوضح (للوئام) كل من علي جمال وسعيد حمادة ويوسف حافظ من شباب مكة أن المسحراتي شخصية قديمة ومحبوبة لها مكانتها لدى الأهالي وسكان حواري العاصمة المقدسة القدامى من الآباء والأجداد ولم تعد مع التكنولوجيا الحديثة والتطور العمراني والتقدم الذي نعيشه اندثرت شخصيه المسحراتي واستبدلت بوسائل التنبية الحديثه التي نعيش عليها الآن فلم تعد لشخصيه المسحراتي تلك المكانة التي كان يعتليها في شهر رمضان المبارك، بل أصبحت ذكرى وقصص مشوقه يحكيها الآباء لأبنائهم وأطفالهم ونرى أن الكثير يحن لهذه الشخصية ويتمنون أن تعود مثل أيام زمان لأنها تدخل لونا وجمالا وطعما على الليالي الرمضانية في حواري مكة.