عرضت مواقع إلكترونية دأبت على نشر تسجيلات لتنظيم القاعدة رسالة مصورة للرجل الثاني في التنظيم، أبويحيى الليبي، تناول فيها الوضع في سوريا، داعياً "المجاهدين" من العراق والأردن وتركيا إلى "نصرة إخوانهم،" ومنتقداً الغرب ونظام دمشق، دون أن يتضح تاريخ رسالة القيادي المتشدد الذي قالت السلطات الأمريكية إنها قتلته قبل أيام بغارة في باكستان. وقال الليبي، في الرسالة التي لم تتمكن CNN من تأكيد ظروف تسجيلها بشكل مستقل، وحملت عنوان "مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب،" إن أكثر من عام قد مضى "على اشتعال ثورة المسلمين في الشام ضد الطاغوت النصيري المستبعد" في إشارة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية. وأضاف الليبي أن العالم "رأى صوراً متنوعة وبشعة من الإجرام (الذي ارتكبه) جنود الطغيان وأعوانه من الرافضة،" واتهم الغرب "بالتواطؤ بهذه الجرائم (عبر) المبادرات السخيفة،" والتي اعتبر أنها "لن تزيد الشعب إلا نكالاً ولن تزيد النظام إلا تبجحاً بجرائمه ضد النساء والرجال والولدان." ودعا الليبي السوريين إلى "الصبر والتمسك بدينهم والتوكل على الله" وحذرهم من "الضعف والتردد" وقال "ما من خيار أمامكم إلا الصبر على هذه المحنة والثبات على طريق التضحية والاستمرار في مواجهة هذا النظام العاتي بكل وسيلة." واعتبر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أن ما وصفها ب"مؤامرات الغرب، وعلى رأسه أمريكا،" تنسج ضد الثورة السورية، مضيفاً أن "المؤامرة" تعمل لتكون أقصى مطالب الثورة هي "حماية المدنيين، ما يعني تثبت أركان النظام وإتاحة المجال أمامه لالتقاط أنفاسه من جديد، فمتى كانت الأممالمتحدة وأمريكا والغرب يحرصون على دماء المسلمين؟" وانتقد الليبي ترقب الدعم الغربي واصفاً إياه بأنه "ركض وراء السراب،" وأضاف: "ندعو أبطالنا المجاهدين من العراق والأردن وتركيا أن يهبوا لنصرة أخوانهم وأن يجعلوا نحورهم دون نحورهم وأن يبذلوا في سبيل ذلك كل غال ونفيس من الأموال والمهج." وأكد الليبي أن تنظيم القاعدة لن يقنع بأن يجعل "حظه" من نصرة السوريين "مجرد النحيب وذرف الدموع وإصدار بيانات الشجب والتنديد" واعتبر أن القرآن يدعو إلى القتال ل"وقف بأس الكافرين ودفع إجرامهم،" مقراً في الوقت عينه بأن "سبيل لقتال والجهاد ليس سهلا، لكنه أيضاً ليس طريقا مسدودة." ورأى الليبي أن السوريين أرادوا ربما أن تكون ثورتهم سلمية ولكن الله قد يكون "اختار غير ذلك،" مندداً ضمناً بالدعوة إلى "أوهام السلمية بعد هذه التضحيات الباهظة أمام هذا العدو المتوحش" ورأى أن "السلمية" لم تعد إلا "ضربا من العجز الذي لا يليق بأمة الجهاد والصبر والفداء." وتوجه الليبي في رسالته بالقول: "يا أبطال الشام، شمروا، ويا أسود العراق، هبوا، ويا ليوث الأردن، انفروا، ويا رجال تركيا، تقدموا، فإنها أعراض أخواتكم وأمهاتكم ودماء أبنائكم وإخوانكم وحرمات أهلكم ودياركم قد عبث بها الأراذل فكونوا سداً واحداً متراصاً صداً لهجمتهم." وختم الليبي تسجيله الذي امتد لقرابة 15 دقيقة بالقول: "لا بقينا إن بقي طاغيتها يتبجح ولا نجونا إن نجا." وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا في الخامس من يونيو/حزيران الجاري، مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبو يحيى الليبي، في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار، منطقة القبائل الباكستانية، قرب الحدود مع أفغانستان، والتي تشهد نشاطاً ملحوظاً لمسلحي القاعدة وحركة طالبان. ويُعد مقتل الليبي، الذي يُعتقد أن اسمه الحقيقي محمد حسن قايد، واحداً من أكبر النجاحات المحققة ضد تنظيم القاعدة، منذ تصفية زعيمه، أسامة بن لادن، على يد وحدة خاصة من القوات الأمريكية قبل 13 شهراً، في بلدة "أبوت أباد" قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، مطلع مايو/ أيار من العام الماضي.
ولم يتضح التاريخ الصحيح لتسجيل هذه الرسالة، وما إذا كان الليبي قد سجلها قبل الغارة التي قالت واشنطن إنها استهدفته من خلالها، أم أنها سُجلت مؤخراً كوسيلة لنفي مقتله، ولا يمكن من خلال سياق الرسالة تحديد ذلك بشكل دقيق