يسعى عدد من نجوم كرة القدم الأوروبية لمصالحة جماهير منتخبات بلادهم في منافسات كأس أمم أوروبا (يورو 2012) المقامة بأوكرانيا وبولندا، بعد أن ظل بعضهم موصوما بأنهم "لا يلعبون لبلادهم بنفس الطريقة التي يتألقوا بها في الأندية"، في حين مُنح غيرهم لقب "المنحوس" أو "المتمرد" بجدارة. ويأتي على رأس هؤلاء النجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد، الواثق من نفسه والذي قدم النادي الملكي الموسم الجاري واحد من أفضل مواسمه وتوج معه بلقب الليجا الإسبانية بعد احرازه 46 هدفا. ولن يجد رونالدو فرصة أفضل من كأس الأمم الأوروبية لتحقيق انجاز شخصي يضاف لقائمته وكذلك جماعي ليقود البرتغال نحو تحقيق اللقب، ليؤكد لأبناء وطنه أنه قادر على اسعادهم. وعلى الرغم من اعتراف الجميع بنجومية رونالدو في البرتغال، فإن الجماهير تعيب عليه أنه لم يحسم لبلاده أي بطولة شارك فيها معه، مرورا ب(يورو 2004) ومونديال 2006 ويورو 2008 وكأس العالم 2010. يأتي هذا مع العلم بأنه خلال هذه الفترة وعلى صعيد الأندية توج رونالدو مع مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة ودوري الأبطال مرة والدوري الإسباني مرة وكأس ملك إسبانيا مرة، هذا بخلاف جائزة الكرة الذهبية على الصعيد الشخصي عام 2008. ويأتي "المتمرد" زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم إيه سي ميلان كواحد من ضمن اللاعبين الذين ربما سيتوجب عليهم حمل ثقل المنتخب بأكمله فوق كتفيه بصفته النجم الأبرز في السويد، حيث أحرز على صعيد الأندية بداية منذ 2001 أي حينما كان لاعبا في صفوف أياكس وحتى الآن 173 هدفا، ولكنه بداية من نفس العام وحتى الآن على صعيد المنتخب فلم يحرز لفريق بلاده سوى 29 هدفا في 75 مباراة. ولا تنسى الجماهير السويدية أن إبراهيموفيتش ظل يرفض لفترة اللعب في المباريات الودية والرسمية لمنتخب بلاده بعد أن عوقب من قبل الجهاز الفني للسويد بعدم اشراكه في مباراة بتصفيات يورو 2008 نتيجه قيامه بسهرة في ملهى ليلى عشية اللقاء. وينطبق نفس الأمر على مهاجم منتخب إنجلترا المثير للجدل وين روني (26 عاما) الذي توج مع مانشستر يونايتد بالدوري أربع مرات ودوري الأبطال مرة واحدة، والذي لن تنسى له الجماهير الإنجليزية المستوى المتدني الذي ظهر به ضمن منافسات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، هذا بخلاف. وسجل روني هذا الموسم لفريقه 34 هدفا في 44 مباراة في الوقت الذي لم يحرز خلاله لمنتخب إنجلترا سوى هدفين في خمس مباريات. ومن ناحيته يسعى زميله في الفريق، الفرنسي باتريس إفرا هو الأخر لمصالحة الجماهير التي لا تزال تتذكر دوره في "التمرد" الذي قاده مع زملاءه في الفريق خلال مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ضد المدير الفني مع كل ما صاحب هذا الموضوع من اتهامات متبادلة، أدت في النهاية لاقصاء فرنسا بصورة مهينة من مرحلة المجموعات. وبالمثل فإن اللاعب فاز بلقب الدوري الإنجليزي أربع مرات ودوري الأبطال مرة واحدة مع مانشستر سيتي ولكنه لم يقدم بداية من 2004 حينما استدعي أول مرة للمنتخب الأول أي شيء لخزانة ال"ديوك" من البطولات في البطولات القارية والعالمية التي شارك بها منذ هذه الفترة. ويبدو أقل هؤلاء النجوم حظا هو الهولندي، آريين روبن الذي فشل على صعيد الأندية والمنتخبات في تحقيق انجازات كان قرب قوسين منها أو أدنى، على الرغم من المجهود الجبار الذي يبذله. ومن أصعب اللحظات التي لن ينساها روبن ولن ينساها جمهور الطواحين الهولندية وفريقه بايرن ميونخ له، هو الفرصتين المؤكدتين التي اهدرهما في نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أمام إسبانيا وكانتا كفيلتين بحسم اللقب، هذا بخلاف ركلة الجزاء التي أهدرها في الوقت الاضافي من نهائي دوري الأبطال مع تشيلسي الإنجليزي. وعلى أي حال فإن يورو 2012 تأتي كفرصة جديدة لكريستيانو "الواثق" لزياد ثقته وإبراهيموفيتش وإفرا "المتمردين" لمصالحة الجماهير وروني "الكسلان" لاستعادة نشاطه وحب الجماهير له وروبن "المنحوس" لانهاء أسطورة "سوء الحظ" التي ترافقه والذهاب بالطواحين إلى منصة التتويج. .