قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان لدى الأممالمتحدة، إن غالبية الذين قتلوا في مجزرة الحولة بسوريا، والتي وصل عدد ضحاياها إلى 108 قتلى، أعدموا على يد عناصر من ميليشيات "الشبيحة"، الموالية للنظام السوري. وقال كولفيل إن عدداً محدوداً من القتلى سقط نتيجة عمليات القصف بالدبابات والمدفعية، ضمن ضربات استمرت 12 ساعة متواصلة، ولكن غالبية الخسائر البشرية وقعت "جراء هجمات تنقل خلالها مهاجمون مسلحون من منزل إلى آخر، ليعدموا النساء والأطفال والرجال." وأضاف المتحدث الدولي: "من الواضح أن القوات الحكومية (السورية) متورطة، وقد نفذت عمليات قصف باستخدام الدبابات والمدفعية، ويبدو أن مليشيات الشبيحة تنقلت من منزل إلى آخر لذبح الناس، في جريمة بغيضة استمرت خلال ساعات يوم الجمعة"، 24 مايو/ أيار الجاري. وتتطابق تصريحات كولفيل مع شهادات سكان الحولة الذين اتهموا قوات موالية للنظام بارتكاب المجزرة، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عنها، وإلقاء اللوم على "مجموعات مسلحة" معارضة لها. وقال سكان في الحولة، القريبة من مدينة حمص التي تخرج فيها المظاهرات المناهضة للنظام السوري من أشهر، إن قوات حكومية "روعت البلدة،" التي تشهد بدورها نشاطاً كبيراً للمعارضة. ونقل تسجيل على موقع "يوتيوب" لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل قول إحدى النساء إن المهاجمين قاموا بدفع الناس إلى غرف في منازلهم وإطلاق النار عليهم مضيفة: "قتلوا والدي وشقيقي ووالدتي." وكان مجلس الأمن الدولي قد ندد، الأحد، "بأقوى العبارات الممكنة" بمقتل أكثر من مائة شخص في قرية "الحولة" قرب حمص، في هجمات شملت قصف بالمدفعية والدبابات، وحمل بعض أعضاء المجلس مسؤولية المجزرة" للقوات الموالية للنظام. وقال نائب سفير أذربيجان لدى الأممالمتحدة، توفيق موساييف، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر إن: "الاعتداءات شملت سلسلة من القصف بالمدفعية والأسلحة الثقيلة على أيدي القوات الحكومية". وكانت وزارة الخارجية السورية قد وجهت رسائل إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان اتهمت فيها من وصفتها ب"المجموعات الإرهابية المسلحة" بارتكاب "جرائم في تلدو والشومرية بدم بارد ومن مسافات قريبة."
واتهمت الوزارة في رسالتها "مئات المسلحين" ب"قتل عدة عائلات من المنطقة مع أطفالهم ونسائهم وشيوخهم،" وقالت إن السلطات السورية "عازمة على العثور على المجرمين قتلة الأطفال وتقديمهم للمحاكمة وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب." يشار إلى أن الرسالة السورية تتناقض مع اتهامات المعارضة لعناصر موالية للنظام السوري بارتكاب المجزرة التي أكدت الأممالمتحدة حصولها، مشيرة إلى أن الآثار تدل على وجود قصف مدفعي من آليات الجيش السوري النظامي.