لو وصفت شخصا ما بأنه "قروي" أو "فضولي" أو "رث المظهر" أو "كسول" أو "أبو عين زايغة" أو غير ذلك من الصفات السيئة لما استغرق الأمر بضعة ثواني حتى يتحول الى مشاجرة صوتية ثم الى عراك إن لم يتدخل أهل الخير. لكنك تجد الشخص ذاته يكتب ويمرر رسائل الجوال ورسائل البريد الالكتروني التي تسخر من الرجل السعودي والمرأة السعودية وتصفهم بأقبح الصفات الخُلقية والخَلقية وكأنه من كوكب آخر! هذا التناقض في السلوك له أسباب عديدة فأغلب هؤلاء الأشخاص ثقافتهم ضحلة واهتماماتهم سطحية لم يفلح التعليم في تربيتهم ولم تنفع خطب الجمع في تنبيههم ولم ينجح الإعلام في توعيتهم. ورغم عصبيتهم القبلية و تحيزهم لمناطقهم إلا أنهم يجدون المتعة في السخرية من أهاليهم ومجتمعهم بتمرير التعليقات والعبارات والنكت التي تسخر منهم في أكبر وأسوأ حملة تشويه لسمعة وطنهم ومواطنيه مما رسم صورة قبيحة له أمام الآخرين. نعلم جميعا أن كثرة السخرية على بعض الشعوب العربية جعلتنا نعرف بعضهم بالغباء وآخرين بالكسل وأولئك بالكذب وهؤلاء بقلة الحياء. وبفضل سوء استخدام وسائل الاتصال الجديدة والانترنت نجحت حملة التشويه التي يقودها البعض ممن "لا يفكر فيما يفعل" في رسم صور سيئة ليس عن الرجل والمرأة و الزوج والزوجة السعوديين فقط ولكن حتى عن بعض المدن والمناطق والقبائل رغم أن ديننا ينهى عن السخرية والتنابز بالألقاب. والنتيجة الطبيعية لهذه السلوكيات التي نساهم بها دون وعي هو ترسيخ صورة مشوهة لنا وأصبحت تصرفاتنا مع بعضنا البعض تنبع من هذه الصورة السلبية كما أن الشعوب العربية الأخرى أصبحت تسخر على "أبو فنيلة وسروال" وزوجته. أتمنى كما حدثني أحد الزملاء الأعزاء أن نتصدى لهذا التشويه وأن نبادر بالتوقف عن تمرير أو كتابة أي رسالة أو عبارة أو نكتة تسخر من بعضنا البعض وأن نرد على كل ما يصلنا بالدعوة إلى أن نتوقف عن الإساءة ونرتقي بسمعتنا إلى ما يظنه الكثير من شعوب العالم بنا من حسن الخلق والعطاء والإبداع. فأرجوكم أن نتوقف من أجلنا وأجل أجيالنا. [email protected] Twitter: @malmansour_com