سخر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الإثنين 26 ديسمبر 2011 من "الدكتاتوريين" الذين يتحدثون عن الحرية، مشيرا الى ان ذلك من "عجائب التاريخ". ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن احمدي نجاد قوله انه "من المضحك المؤسف هو ان يجتمع ثلة من الديكتاتوريين ويتحدثون عن الحرية والإنتخابات، وهذا من عجائب التاريخ، والعقلاء يضحكون عليهم". ولم يشر الرئيس الايراني الى الدكتاتوريين بالاسم، الا ان تصريحه جاء بعد عقد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية، والدور القطري المتصاعد في ليبيا وتونس ومصر وسوريا. وقال "انهم يبيعون نفط الشعوب المضطهدة وينفقونها لإسقاط دولة أخرى، لكنهم غير منتبهين انهم سقطوا في مخطط الأعداء" في إشارة واضحة على ما يبدو للدور القطري المتصاعد في ما يسمى بدول الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. وتوقع بأنه "لن يكون هنالك اي اثر للحكام الديكتاتوريين بعد عامين او ثلاثة". واتهم الرئيس الإيراني الغربيين بأنهم "عبأوا عددا من الحكومات لتنفذ المخططات الغربية في المنطقة.. وعندما تكتمل مهمتهم، يأتي دورهم ويقضون عليهم". وكانت قطر قد خططت في استثمار اموالها باقصى ما يمكن لدعم التغييرات الحاصلة في الوطن العربي. وتجري قطر محادثات مع شركاء في دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط، لانشاء مصرف للتنمية في الشرق الأوسط بهدف دعم الدول العربية في الانتقال إلى الديمقراطية. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" إن قطر استلهمت الفكرة من المصرف الأوروبي للإنشاء والتنمية الذي ساهم في اعادة بناء اقتصادات ومجتمعات دول الكتلة الشرقية في نهاية الحرب الباردة. ولعبت قطر دورا في التحريض الاعلامي لمساندة الثورات العربية عبر قناة "الجزيرة" الممولة من قبل الحكومة. وسبق وان اعترف رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم باقتراب التغييرات الديمقراطية التي تطال الدول العربية من بلاده. وقال في مقابلة اجرتها "كريستين أمانبور" من شبكة " أي بي سي" "ان التغييرات مقبلة على قطر وقد تطال الاسرة الحاكمة". وأكد ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خطط للقيام بكل هذه التغييرات لانه يدرك أهمية ذلك للناس. وأكد مصدر مطلع للصحيفة أن الخطة القطرية لانشاء مصرف الشرق الأوسط للتنمية تهدف إلى تقديم قروض بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً لدعم التحولات السياسية في الدول العربية. ونسبت الصحيفة إلى المصدر قوله "إن قطر تسعى للحصول على دعم السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة لخطة انشاء مصرف الشرق الأوسط للتنمية". وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم اشار إلى المبادرة في وقت سابق خلال محاضرة في مركز أوكسفورد للدراسات الاسلامية. وقال الشيخ حمد "هناك العديد من الأسباب التي تبرر انشاء مصرف الشرق الإوسط للتنمية، بما في ذلك الافتقار للتنوع الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، ويمكن تعبئة الموارد والقدرات المحلية واستقدام الخبرات الأجنبية من خلال هذا المصرف". واشارت الصحيفة إلى أن الملكيات والمشيخات المحافظة في الخليج تشعر بعدم الارتياح جراء انتشار الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في العالم العربي، لكنها محرجة من الوقوف موقف المتفرج بينما يتخذ الغرب خطوات لدعم التحولات الديمقراطية مالياً في المنطقة. وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم قد اعترف باقتراب التغييرات الديمقراطية التي تطال الدول العربية من بلاده. وقال في مقابلة اجرتها "كريستين أمانبور" من شبكة " أي بي سي" "ان التغييرات مقبلة على قطر وقد تطال الاسرة الحاكمة". وأكد ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خطط للقيام بكل هذه التغييرات لانه يدرك أهمية ذلك للناس. وشدد بقوله "أن أمير البلاد (المفدى) دعم الاصلاحات الديمقراطية في بلده من دون ضغط من عنف الشارع كما رأينا في بلدان أخرى". وقال "ان القطريين يعروفون انه شرع باقامة دستور من دون أي ضغط، ولم يكن هناك أي ضغط لاقامة البرلمان والانتخابات البلدية". وأقترب من الخطاب الغربي بتأكيده قيام صحافة حرة في قطر! "وأنت تعرف كم تجلب الصحافة الحرة من الصداع لدولة قطر". ولم يكشف رئيس الوزراء القطري في تصريحاته الأثر الفعلي لتلك المجالس والمؤسسات "الديمقراطية" وسبب بقائه ما يقرب من عقدين على رأس الخارجية القطرية مما ينفي فكرة التجديد الذي تأتي به الممارسات الديمقراطية. كما لم يتطرق عما إذا كانت تلك المؤسسات تمارس أي دور رقابي على حكومته أو على السياسات العامة التي يتبناها أمير قطر وخصوصا تلك التي تتعلق بالانفاق الحكومي والسياسة الخارجية. وعبر مراقب عربي لم يشأ ذكر اسمه عن شكوكه بجدية تصريحات رئيس وزراء قطر بقوله "الشيخ حمد يتكلم بلغة مختلفة عندما يخاطب الغرب، ويٌسمع الغربيين ما يريدون سماعه من مفردات مثل المجالس المنتخبة والانتخابات. هذا محور دائم في الازدواجية القطرية". وحول وثائق ويكيليكس، قال رئيس الوزراء القطري انها أثارت العديد من الاضرار والمشاغل وتوقع أن يكون لها آثارا سلبية على بعض الاتصالات الدبلوماسية.
وأوضح "أنا أدرك ان بعض القادة يهتمون بما أقوله وليس ما يقوله ويكيليكس". وتوقع ان سيستغرق الامر سنوات عديدة حتى تنسى الحكومات الأضرار التي لحقها ويكيليكس بالعلاقات بين الدول، وخصوصاً مع الولاياتالمتحدة لمعاودة التحاور معها من جديد بصراحة وانفتاح. وقال آل ثاني مازحا "اعتقد اننا سنتحدث معهم اليوم عن الطقس أكثر مما نتكلم عن قضايا معقدة". وسبق وان سرب موقع ويكيليكس وثيقة، قال فيها رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الاميركي دانيال بونينان في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2009 واصفا العلاقة بين بلاده وايران "انهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم". وكشفت وثائق موقع ويكيليكس ان قطر أظهرت موقفا مناقضا تماما لحالة التقارب المعلنة بين الدوحة وطهران.