طرابلس - أ ف ب، رويترز - كلّف المجلس الوطني الانتقالي الليبي الأكاديمي عبدالرحيم الكيب تشكيل حكومة انتقالية بحلول 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، ستكون مهمتها نزع الأسلحة في البلاد وإحياء حركة الاقتصاد. وأمضى الكيب الجزء الأكبر من حياته خارج ليبيا ودرس في الولاياتالمتحدة قبل أن يتولى مناصب أكاديمية في قطر والإمارات العربية المتحدة. ووصف أعضاء في المجلس الانتقالي الكيب بأنه هادئ وودود وقالوا إنه ساعد في تمويل الانتفاضة ضد القذافي. وسيواجه الكيب المهندس والأستاذ الجامعي ورجل الأعمال، النزاع الذي يتوضح أكثر فأكثر بين مختلف تيارات المجلس الوطني المنبثق من التمرد الذي أنهى نظام معمر القذافي بعد حكم دام 42 سنة في حرب مدمرة استمرت ثمانية أشهر. وانتخب الكيب وهو في الستين من العمر بعدما تنافس ضد خمسة مرشحين ونال 26 صوتاً من أصل 51 ناخباً هم أعضاء المجلس الانتقالي. وهو يحل بذلك محل محمود جبريل الرئيس المستقيل للمكتب التنفيذي للمجلس الذي يقوم بمهمات حكومة انتقالية. وتنص خريطة طريق أعلنها المجلس الانتقالي على تشكيل حكومة موقتة بعد شهر كموعد أقصى من إعلان تحرير البلاد الذي تم رسمياً في 23 تشرين الأول (أكتوبر). وستكون المهمة الرئيسية للحكومة الإعداد للانتخابات التأسيسية في مهلة لا تتعدى ثمانية أشهر تتبعها انتخابات عامة بعد سنة على أبعد تقدير. وسيتم حل المجلس الوطني الانتقالي الذي يرأسه مصطفى عبدالجليل بعد انتخابات الجمعية التأسيسية التي ستقود البلاد حتى الانتخابات العامة. ولا يلقى جبريل إجماعاً في المجلس الوطني الذي تؤثر عليه تيارات إسلامية عدة. وقال عضو في المجلس الانتقالي لوكالة «فرانس برس» إن «الكيب رجل وسط، لا ليبرالي ولا إسلامي». وهو يملك هامش مناورة اكبر لقيادة برنامجه الذي يهدف إلى جمع الأسلحة في البلاد وإطلاق عجلة الاقتصاد شبه المتوقفة على الرغم من استئناف النشاط النفطي بشكل محدود. وقال المصدر نفسه في المجلس الانتقالي انه «رجل محترم لديه تجربة ستمكنه خصوصاً بدء عملية إعادة إعمار البلاد». وفي مؤتمره الصحافي الأول بعد انتخابه، اعلن الكيب انه يريد «بناء دولة تحترم حقوق الإنسان ولا تقبل بانتهاكات حقوق الإنسان»، مؤكداً «أننا نحتاج إلى وقت» لتحقيق ذلك. وأشاد الكيب بالمقاتلين «الثوار»، مضيفاً أن تفكيك الميليشيات المسلحة سيتم التعامل معه «باحترام». وقال إن هذه الفترة الانتقالية لها تحدياتها الخاصة وإن أحد الأمور التي ستعمل عليها الحكومة هو التعاون بشكل وثيق مع المجلس الوطني الانتقالي والاستماع إلى المواطنين الليبيين. ولم يحدد الكيب أي خطط لليبيا خلال الأشهر المقبلة لكنه قال إن المخاوف في شأن تعاقدات النفط الليبية لا أساس لها. وكان متوقعاً أن يفوز بالانتخاب وزير النفط الموقت علي الترهوني لكنه حصل على تأييد ثلاثة أصوات فقط مما يظهر مدى صعوبة التنبؤ بالسياسات التي ستتبعها ليبيا في المرحلة المقبلة. وكان الكثير من المحللين قد تحدثوا عن ظهور انقسامات داخل المجلس الوطني لكن الكيب قال إن أي مخاوف بهذا الصدد لا أساس لها. ومضى يقول إن ما يحدث داخل المجلس الوطني هو ممارسة للديموقراطية وإن هذا أمر جديد بالنسبة لليبيا. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل إن «هذا التصويت يثبت أن الليبيين قادرون على بناء مستقبلهم». وكانت إيطاليا أول بلد يصدر رد فعل على انتخابه. فقد تمنى وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن يقوم رئيس الوزراء الليبي الجديد ب «عمل جيد» ل «الانتقال بليبيا نحو الديموقراطية والنهوض الاقتصادي». وانتخب الكيب بعد ساعات على زيارة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن إلى ليبيا في اليوم الأخير من المهمة الجوية للحلف الذي لعب دوراً حاسماً في سقوط نظام معمر القذافي. وبعد سبعة أشهر من أولى عمليات القصف الجوي التي قامت بها طائرات الحلف الأطلسي على مواقع لقوات القذافي، قام راسموسن أول من أمس بزيارة لطرابلس أجرى خلالها محادثات مع القادة الليبيين الجدد. وهي الزيارة الأولى لأمين عام للحلف الأطلسي إلى ليبيا.