أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اعتزازه بما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- من اهتمام وعناية بالتراث الوطني, مشيرا إلى دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين أيده الله للهيئة لتبني حملة استعادة الآثار الوطنية ضمن جهود الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري التي وجه – حفظه الله- بها ليشكل بعداً رابعاً يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد إسلامية واقتصادية وسياسية. وقال سموه خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الهيئة الأحد 18 ديسمبر 2011 لإطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية // الهيئة تقوم بجهود متعددة لحفظ التراث الوطني انطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله ، وهي توجيهات محددة بالمحافظة على مواقع التراث الوطني، وخادم الحرمين الشريفين أصدر أمرا كريما برعايته الشخصية ل(معرض الآثار الوطنية المستعادة) وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" 1433ه , وهذا اهتمام كبير نعتز به، فهو -أيده الله- يعرف أن جزءا من قيمة هذه البلاد تشكل من كونها بلد الحضارات، ووجه - حفظه الله -بأن يكون المعرض برعايته الكريمة وأن يكون متزامنا مع مهرجان الجنادرية ليحضره أكبر عدد من العلماء والخبراء والشخصيات الثقافية من جميع أنحاء العالم، وأيضا المواطنون. كما أنه – حفظه الله- وفي عرضنا لخادم الحرمين الشريفين الآثار المستكشفة في موقع المقر في رمضان الماضي في مكةالمكرمة، ، -وهو اكتشاف تاريخي بكل المقاييس على مستوى العالم-، قال –حفظه الله- : "اعرضوا هذه على دول العالم كلها حتى يروا أن المملكة العربية السعودية هي بلد الحضارات"، ونحن اليوم نسير تحت هذه المنهجية //. ودعا سموه من لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل المملكة أو خارجها وتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها في هذا المعرض لأنه يعد عملا وطنيا يسهم في خدمة تراث المملكة وحضارتها. مؤكدا أن الآثار باتت قضية وطنية أصيلة تهم كل مسئول ومواطن, يستشعر المواطن أهميتها وقيمتها التاريخية والوطنية ويكون الحارس الأول لها, ويستشعر أهمية أن تكون الآثار لدى الجهة الحكومية المعنية بحمايتها والاستفادة العلمية والبحثية منها. وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان // نحن لا نشجع المواطنين بل نؤكد على المواطنين ألا يحركوا الآثار من مواقعها، وأن يبلغوا الهيئة و لدينا موقع الهيئة على الإنترنت للإبلاغ عن الآثار, إضافة إلى الخط الساخن 8007550000، لأن قيمة الأثر حقيقة في الموقع، الذي يستدل به على البيئة التي تكوّن فيها هذا الأثر، وقد يكون هناك طبقات من الآثار حوله، ونحن نطلب من المواطنين عدم تحريك هذه الآثار //. وأكد سموه أن ما صدر من قرارات قوية وحازمة من قبل الدولة –رعاها الله- تتعلق بقضية سرقة الآثار أو تهريبها خير دليل على حرص القيادة الرشيدة على أهمية الحفاظ والتوعية بالآثار والتراث الوطني مشيرا إلى أن القطع الأثرية تعد اليوم مصانة بحكم النظام، وهناك عقوبات قوية لمهربي الآثار التي تعد ملكا للدولة. وقال في هذا الصدد // بالنسبة للقطع التي خرجت من المملكة، فنحن نعمل بشكل وثيق جدا مع وزارة الداخلية بتوجيه مباشر من سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وبالتعاون مع الأمير محمد بن نايف لمتابعة ما يخرج من قطع وما يدخل منها، والمملكة في العام الماضي والذي قبله تسلمت قطعا دخلت عن طريق التهريب إلى المملكة من العراق ومصر وأعادت تسليمها وتواصل جهودها في هذا الأمر، وأيضا للأسف موضوع تهريب الآثار هو من مواطنين وغير مواطنين فيها وبعضها عن جهل، وهذه القطع تعد اليوم مصانة بحكم النظام وهو ما نريد أن نركز عليه، وهناك عقوبات قوية جدا في قضية التهريب، لأن هذه الأشياء المهربة ملك للدولة، وأنا أنصح المواطنين بعدم الانزلاق وراء المغريات المالية. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة تهدف إلى إخراج تاريخنا الوطني من كتب التاريخ ليكون تاريخا معاشا يستوعب المواطنون من خلاله ملحمة توحيد المملكة، قائلا : "تراثنا بشكل عام خاصة تاريخ الوحدة الوطنية حقيقة يُدرس فيها كتب الآن وهي كتب التاريخ، ولم يخرج هذا التراث بشكل واسع ليكون جزءا من حياة المواطن، ومعيشته , واليوم نُريد إخراج تاريخنا الوطني من كتب التاريخ حتى يكون تاريخا معاشا، يذهب الإنسان وأبناؤه وأسرته ويعيشون في موقع أو عدة مواقع ويستوعبون هذه الملحمة التاريخية لتوحيد المملكة العربية السعودية، وهذه عناصر بالنسبة لنا ليست فقط سياحة، لكنها أيضا مساهمة كبيرة جدا تقوم بها الهيئة وشركائها // . وأشار سموه إلى أن هذه الحملة تأتي انطلاقا من أهمية استعادة القطع والمجموعات الأثرية الوطنية التي نقلت إلى خارج المملكة عبر السنين بطرق مختلفة باعتبارها جزءا مهما من التراث الوطني الأصيل, مبينا أن حملة استعادة الآثار الوطنية مرتبطة ارتباطا كاملا بمشروع العناية بالبعد الحضاري الذي دشنته الهيئة مؤخرا , مؤكدا أن الهيئة بذلت في الفترة الأخيرة جهودا كبيرة لاستعادة قطع أثرية إلى المملكة, أثمرت عن استعادة نحو 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة، من بينها قطع خرجت خلال الاستكشافات وقدوم الخبراء إلى المملكة، وأخرى مضى على اختفائها 50 عاماً. كما أن هناك مؤسسات أخرى ومنها مؤسسة التراث الخيرية التي قامت بأحد أهم برامج استعادة القطع، حيث استعادت قطعا مهمة جدا من مجموعة (بارقر) في أمريكا، وبعمل دؤوب استمر أكثر من سنتين. وقال // نحن الآن بصدد توقيع اتفاق مع أرامكو للانطلاق في استعادة الآثار على مستوى منسوبي أرامكو خارج المملكة، والهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على عدة اتجاهات متوازية، ومن ضمنها العمل مع الجهات الدولية التي تتابع الآثار والمتاحف الدولية وأصحابها وجميع المسارات التي تؤدي إلى التعرف على القطع الموجودة خارج المملكة، سواء عن طريق الناس الذين أخذوا قطعا أثرية ولم يكن هناك نظام يمنعهم، أو الناس الذين أخذوا آثار دون أن يعلموا أن هذه الآثار تملكها الدولة ويملكها المواطن. ومضى سموه قائلا // نحن لازلنا في بداية الطريق بالنسبة لسياحة الثقافة والتراث، لكننا نسير في طريق سريع، وحقيقة أن الضخ الذي تقوم به الهيئة وشركائها في المشاريع أو في الإعلام أو المدارس ومع أجهزة التعليم، هو ضخ كبير جدا سواء في المناهج أو البرامج التدريبية مثل (ابتسم) و برنامج السياحة تثري وغيرها، وهذا ستؤدي نتائجه إن شاء الله خلال أقل ثلاث سنوات إلى ثقافة جديدة // مبينا أن الهيئة تقوم بتوجيه أعداد كبيرة من طلاب المدارس حسب الاتفاقية مع وزارة التربية والتعليم إلى المتاحف، من خلال الحديث عن جزء من الحصة التعليمية لمعرفة الإنسان بحضارة بلاده وتراث بلاده، وهذا جزء لا يتجزأ من اعتزاز المواطن بالبعد الحضاري. وقد قام سموه أثناء المناسبة باستلام عدد من القطع الأثرية التي قدمها عدد من المواطنين للهيئة . وتشتمل الحملة على عدد من الأنشطة والبرامج الإعلامية والثقافية الهادفة إلى تعريف المواطنين بقيمة الآثار, وأهمية إعادتها للهيئة بما يسهم في الحفاظ عليها.