شهدت مصر خلال الساعات ال 24 الماضية سقوط 7 قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 40 آخرين نتيجة سلسلة من أعمال العنف و"البلطجة" في أول تحد لما أعلنه رئيس حكومة "الإنقاذ الوطني"، الدكتور كمال الجنزوري، بوضع الملف الأمني على رأس أولويات حكومته، كما تأتي هذه الأحداث عقب يومين فقط على أداء حكومة الجنزوري لليمين الدستورية وبدء مهامها رسميا . ففي محافظة قنا، بصعيد مصر، قام "مسلحون مجهولون" على متن سيارة مسرعة، بإطلاق النار عشوائياً على عدد من المواطنين في إحدى القرى التابعة لمركز "دشنا"، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وجرح ثلاثة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى قنا العام، بعضهم في حالة خطيرة، مما يرجح ارتفاع عدد القتلى. وقال مدير أمن قنا، اللواء صلاح مزيد، في تصريحات للتلفزيون المصري الاثنين، إن أجهزة الأمن تلقت بلاغاً من عمدة قرية "أبو دياب" مساء الأحد، يفيد بقيام مجهولين بإطلاق النار عشوائياً، باستخدام "سلاح آلي"، على ثلاثة أشخاص، كما قاموا بإطلاق النار على أربعة آخرين، كانوا في موقع "الحادث." ونقل موقع "بوابة الأهرام"، شبه الرسمي، عن شهود عيان قولهم إن القتلى من ثلاث عائلات، وأن السيارة مرت مسرعة داخل القرية وفتح اثنان على الأقل النيران على المارة، ولم تتضح على الفور ملابسات الهجوم. وفي محافظة القليوبية، شمالي العاصمة المصرية، قام "مسلحون مجهولون" أيضاً بإطلاق النار على سيارة أستاذ بمعهد البحوث الزراعية، وبرفقته سائقه، بينما كانا في طريقهما من مدينة بنها إلى القاهرة، مما أسفر عن إصابة السائق بجروح خطيرة، قبل أن يقوم المهاجمون بالاستيلاء على السيارة. وأورد موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي، أنه تم نقل المصاب، ويُدعى علي جاد، إلى مستشفى قليوب العام، في حالة سيئة، وقامت أجهزة الأمن بإخطار النيابة بالحادث، فأمرت الأخيرة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين. كما شهدت محافظة مطروح سقوط قتيلين على الأقل، سقط أحدهما أثناء مشاجرة على "هاتف محمول"، فقام أهالي القتيل بخطف وقتل الثاني قبل هروبه مع شقيقه والدته، في "جريمة ثأر" وصفت بأنها الأولى التي تشهدها المحافظة الساحلية على البحر المتوسط، القريبة من الحدود مع ليبيا. وذكرت مصادر أمنية أن مشاجرة اندلعت بين الشابين محمد عبد الفتاح (20 سنة) ويعمل "مبيض محارة"، وعبد الستار حميدة (23 سنة)، من بدو مطروح، قام على إثرها الأول بتسديد عدة طعنات للثاني في عنقه، فسقط جثة هامدة. وبعد أقل من 12 ساعة، علمت أسرة القتيل بمحاولة "القاتل" الهرب إلى الصعيد مستخدماً سيارة أجرة، فأمسكوا به وسط صرخات الأم التي حاولت منعهم بشتى الطرق، ثم اقتادوه إلى أمام منازل عائلتهم وقاموا بتقيده بالحبال، وانهالوا عليه ضرباً بالحجارة، حتى هشموا رأسه، فلقي مصرعه في الحال. من ناحية أخرى، بدأ الهدوء يعود تدريجياً إلى مدينة "إدكو"، في محافظة البحيرة، في أعقاب أحداث الشغب التي شهدتها المدينة السبت، بعد دفع الشرطة لسيارات الأمن المركزي، مما أفشل محاولة إطلاق عدد من السجناء داخل قسم شرطة المدينة. وبدأت الأحداث، بحسب ما جاء على موقع "بوابة الأهرام"، بعد تردد أنباء عن فرض رسوم نظافة بواقع 3 جنيهات لكل منزل، و10 للمحال التجارية، فقام عدد من المواطنين بتنظيم وقف احتجاجية، وإلا أنهم عندما علموا بقرار المحافظ بوقف تحصيل الرسوم، انصرف غالبية المحتجين في هدوء. إلا أن النائب السابق عن المدينة، محمد عبد الله زين الدين، قال: "للأسف اندست بعض العناصر من خارج إدكو، بين المحتجين، وقاموا بالتوجه إلي مركز الشرطة، وإلقاء زجاجات المولوتوف علي المبنى، ومحاصرة أفراد الأمن"، داخل المركز، دون أن ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا. وأشار النائب السابق، في تصريحات للموقع، إلى بعض "المتجمهرين" يمتون بصلة قرابة لعدد من السجناء داخل المركز، وأنهم سعوا إلى إشعال الموقف في محاولة لإطلاق سراح أقاربهم، وذكر أن قوات الأمن ردت على المهاجمين بإطلاق عدد من القنابلالمسيلة للدموع.