فرضت السلطات النرويجية إجراءات أمنية مشددة في العاصمة أوسلو، تزامناً مع ظهور "محتمل" لمنفذ "المجزرة" التي راح ضحيتها 77 قتيلاً، الصيف الماضي، أندريس بيرينغ بريفيك، أمام العامة لأول مرة، بعدما ظل قيد الحجز الانفرادي طوال الفترة الماضية. ومنذ أن اعتقلته الشرطة النرويجية، في يوليو الماضي، عقدت عدة جلسات استماع لتقرير مصير بريفيك خلف أبواب مغلقة، إلا أن أهالي الضحايا سيتسنى لهم مشاهدته أثناء نقله إلى محكمة مدينة أوسلو مكبل اليدين والقدمين، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة النرويجية في تقرير لها، الإثنين 14 نوفمبر. وستقرر المحكمة في جلسة الاستماع المقررة الإثنين، ما إذا كان سيتم الإبقاء على بريفيك في السجن إلى أن تبدأ محاكمته في الربيع القادم، بعدما قررت المحكمة، في مرتين سابقتين، تمديد احتجازه بناءً على طلب من الشرطة، بهدف "المساعدة في التحقيق". ونفذ بريفيك، البالغ من العمر 32 عاماً، هجوماً مزدوجاً في 22 يوليو الماضي، بدأه بتفجير مجمع حكومي في أوسلو، أسفر عن مقتل 8 أشخاص، ثم توجه إلى جزيرة "أوتويا"، وقام بقتل 69 شخصاً في مخيم للشباب تابع لحزب العمال الحاكم، وذلك بإطلاق النار عليهم بسلاح أوتوماتيكي. ويخضع بريفيك للحجز الانفرادي في سجن "إيلا" شديد الحراسة، القريب من أوسلو، والذي كان مركزاً لاحتجاز السجناء النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تسمح السلطات له بالتواصل إلا مع محاميه، إضافة إلى موظفي السجن، الذين يقدمون إليه الطعام. وذكرت مصادر الشرطة، في وقت سابق، أن منفذ الهجمات "الإرهابية" أبلغ المحققين بأنه كان يعتزم شن مزيد من الهجمات على أهداف أخرى، دون أن تكشف عن ماهية تلك الأهداف، بينما ذكرت تقارير صحفية أن القصر الملكي ربما كان أحدها. وتقول مصادر في أوسلو إن بريفيك هو "متشدد مسيحي ينتمي لتيار يميني"، وقد يكون له مواقف معارضة لتوجهات الحكومة العامة في قضايا هجرة الأجانب، وتأسيس المجتمع المتعدد الثقافات.