( كذب المنجمون ولو صدقوا )، وفي لفظ آخر (ولو صدفوا ).. هذه العبارة ليست حديثاً نبوياً شريفاً، وإنما هي من العبارات الصحيحة المعنى التي اشتهرت على ألسنة الناس.. الحمد لله ، مر اليوم 11/11/2011 على خير ، كان يوما عاديا .. ولم يكن اليوم المرصود أو المنحوس حسب العرافين والمنجمين الكذابين، ولم تنطلق الأعاصير أو تثر البراكين او تتحرك الزلازل أو موجات التسونامي . أماعلى الصعيد الكروي.. فكان اليوم طويلاً جداً على الكرة العربية الآسيوية ، التي مرت من هذا اليوم بخير وعززت فرصها في التأهل بخمس مقاعد إلى المرحلة الحاسمة والاخيرة من تصفيات المونديال . وبكل تواضع تحققت معظم توقعاتنا الفنية للمباريات والأداء وخاصة الفوز المحترم للاخضر السعودي بثلاثية نظيفة علي تايلاند، وكذلك فوز منتخب النشامى الاردني، ومنتخب أسود الفرات العراقي ، ورد المنتخب الاحمر البحريني لإعتباره،رغم إفلات المنتخب الايراني في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع من الهزيمة ، بهدف تعادل لايستحقه فنياً ولا شرعياً !. "فنيا"لأن المنتخب البحريني كان أفضل في الروح والاداء ، و"شرعيا" لأن الحكم السنغافوري عبد الملك عبد البشير، بالغ في احتساب الوقت الاضافي لمدة خمس دقائق ، في حين ان الوقت المستحق فعليا لم يكن أكثر من دقيقتين، بينما سجل المنتخب الايراني هدف التعادل في الدقيقة الثالثة ! . أما أقوي المفاجأت ، فلم تكن صحوة المنتخب العماني من غفوته الطويلة وفوزه بملعبه بهدف لعماد الحوسني على الكانجارو الاسترالي "بودي جارد" المجموعة ، بل هزيمة المنتخب الازرق الكويتي في عقر داره امام المنتخب اللبناني الذي قلت أنه فريق مستبسل وإذا استمر نفس استبساله خارج ملعبه فقد يحبس أنفاس الازرق الكويتي حتي اللحظات الاخيرة من المنافسات وهذا ماحدث بالفعل . منتخب" الأرز" اللبناني - وهذا لقب جديد نطلقه عليه - سجل فعلاً أقوى مفاجأت الجولة الرابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال البرازيل 2014 ،حينما أسقط الكويتي العريق في عقر داره بهدف نظيف وملعوب ليؤكد أنه الحصان الاسود ، غير المتوقع في هذه التصفيات ، وليبرهن ان سابق فوزه على الامارات وتعادله مع الكويت ، لم يأت من فراغ ، وأن سقوطه المدوي في المباراة الاولى بستة أهداف أمام الشمشون الكوري الجنوبي، لم يكسر ظهره ولم يقتل عزيمته ولم يغتل أحلامه ، ليستحق هذا اللقب الجديد الذي نطلقه عليه اليوم منسوبا لشجرة الارز اللبنانية الشهيرة، لإنه المنتخب العربي الوحيد غير الملقب ! وبالمرور السريع على المجموعات الخمسة نقول ان منتخب النشامى الاردني رسميا ورقميا هو أقوي فريق في التصفيات وقد تأهل رسميا للمرحلة النهائية للتصفيات ، ويمكن أن نقول بنسبة 99% أن منتخب أسود الفرات العراقي تأهل معه رسميا بفوزه على الصين بهدف الدقيقة الاخيرة الذي سجله هداف العراق محمود يونس الملقب بالسفاح .. وقد كان إسما على مسمى . أما المجموعة الثانية، فيبقي منتخب كوريا الجنوبية المرشح الاقوي للتأهل قبل جولتين من ختام التصفيات بعد فوزه على المنتخب الاماراتي في دبي ، ورغم التكافؤ والندية فلم يصمد الابيض وخسر بهدفين مع الأسف في الدقائق الاخيرة، وفشل في إنقاذ ماء وجهه بفوز شرفي ،وانهزم للمرة الرابعة في أربع مباريات ومنها ثلاث هزائم بملعبه، هو خارج المنافسات رسميا مع سنغافورة واندونيسيا . وبعد فوز لبنان علي الكويت في العاصمة الكويتية، تبادل الفريقان المواقع، وأصبحت فرصة الازرق أصعب بكثير ، خاصة لان مباراته الاخيرة ستكون في مواجهة الشمشون الكوري في سيئول ، ومع ذلك ستبقى الاحتمالات مفتوحة على البطاقتين بين كوريا ولبنان والكويت حتى اللحظة الاخيرة. وفي المجموعة الثالثة تم حسم الموقف بالتأهل الرسمي لمنتخبي اليابان واوزباكستان.. اما المجموعة الرابعة ، فيبقي منتخب استراليا المرشح الاول بنسبة 90% وهو يحتاج نقطة واحدة لتأكيد ذلك ، وما زلت عند وجهة نظري السابقة عن الاخضر السعودي بأنه الاقرب لمرافقة استراليا ، خاصة بعد خروجه من "القمقم " وفوزه الذي توقعته على تايلاند ، حينما قلت أنني انتظر أن يظهر معدن رجال الاخضر اليوم بفوز محترم على فريق شايفر الثرثار! .. وهذا ما حدث. ورغم الفوز الكبير لمنتخب عمان علي استراليا وصحوته هو الآخر ، فأخشى أنه جاء متأخرا ، وهو فوز لن يفيده كثيرا إذا لم يوقف المنتخب الاخضر السعودي بالتعادل معه او الفوز عليه في مباراتهما القادمة بالرياض، وهو أمر ليس سهلا بعد الصحوة السعودية وهي مباراة ستكون حاسمة للبطاقة الثانية. وأخيرا في المجموعة الخامسة ، أنقذ المنتخب الايراني نفسه من الهزيمة التي كادت ان تلحق به امام المنتخب الاحمر البحريني الذي تقدم بهدف ومستوي فني أفضل من منافسه ، وجعل جماهيره تنسى واقعيا خسارته الفادحة بستة أهداف في طهران ، وحافظ الهدف الايراني علي فرص الفريق في الصدارة وتأهله المؤكد، وستبقي البطاقة الثانية مؤجلة للمباراة الحاسمة بين قطر والبحرين في الدوحة يوم الثلاثاء 15 نوفمبر، ولاشك ان فرص المنتخب القطري أفضل بعد فوزه علي اندونيسيا بأربعة أهداف نظيفة وتساويه في نقاط الصدارة الثمانية مع إيران ويستطيع العنابي القطري ان يعلن تأهله رسميا في حالة فوزه ،أما لو فاز الاحمر البحريني ، فيرفع رصيده إلى 8 نقاط سوف يؤجل الحسم ويضاعف فرصه على حساب منافسه، كما أن التعادل أيضا، يؤجل اعلان المتأهل حتى المباراة الاخيرة للفريقين مع أفضلية للعنابي رغم إختتامه لمبارياته في طهران. واستطيع في الختام أن أقول أن العشرة المتأهلين للدور الاخير من التصفيات، تأهل منهم فعليا كل من الاردن والعراق واليابان وأوزباكستان ، والاقرب بعد ذلك هم استراليا وإيران وكوريا الجنوبية ، وفريق من بين لبنان والكويت وفرصة لبنان أفضل ، وفريق من بين قطر والبحرين وفرصة قطر أفضل ، وفريق من بين السعودية وعمان وفرصة السعودية أفضل . عز الدين الكلاوي (نقلا عن موقع كورة)