وجهت السلطات الأمريكية تهمة التجسس على المواطنين السوريين المحتجين على النظام في دمشق، لرجل أمريكي من أصل سوري، وفقاً لما ذكرته وزارة العدل الأمريكية، الأربعاء 12 أكتوبر 2011. وقالت الوزارة إن الرجل واسمه محمد أنس هيثم سويد، وهو في السابعة والأربعين من عمره، وجهت له تهمة التآمر لجمع تسجيلات مرئية وصوتية ومعلومات أخرى حول أشخاص في الولاياتالمتحدة وسورية يحتجون ضد النظام السوري، وتقديم هذه المعلومات لأجهزة المخابرات السورية بهدف كتم أصواتهم ومعاقبتهم وربما إيذائهم. وكان سويد قد اعتقل الثلاثاء 11 أكتوبر، ومن المنتظر أن يظهر بشكل مبدئي أمام المحكمة مساء الأربعاء، بحسب التوقيت المحلي بولاية فرجينيا الأمريكية. واتهم سويد بالتآمر للعمل كعميل للحكومة السورية في الولاياتالمتحدةالأمريكية من دون إبلاغ الادعاء العام الأمريكي كما تنص القوانين، كما وجهت له تهمة تقديم معلومات كاذبة في نموذج شراء سلاح ناري، وتقديم معلومات مغلوطة للأجهزة تنفيذ القانون، بحسب ما أفادت الوزارة الأمريكية. ويأتي هذا التطور فيما تواصل الحكومة السورية عملية القمع الوحشية للمحتجين في المظاهرات المعارضة للنظام والمستمرة منذ نحو سبعة شهور. وقالت مساعدة الادعاء العام للأمن القومي، ليزا موناكو: "تفيد التهم الموجهة للمتهم بأنه عمل بوصفة عميلاً غير مسجل للحكومة السورية في جهد لجمع المعلومات حول أشخاص في هذه البلاد يحتجون على القمع الذي تمارسه الحكومة السورية". ويشير قرار الاتهام إلى أن سويد كان عميلاً للمخابرات السورية، وأنه لم يقدم للادعاء العام الأمريكي ما يشير إلى أنه عميل للمخابرات السورية، كما يقتضي القانون. ووفقاً لما ذكرته وزارة العدل الأمريكية فإن سويد "وبموجب تعليمات من المسؤولين السوريين، متهم بمحاولة تجنيد أفراد في الولاياتالمتحدة لجمع معلومات وتسجيلات مرئية وصوتية وغيرها من المعلومات حول أشخاص وتقديمها لأفراد يعملون لصالح المخابرات السورية". وأضافت أن سويد وآخرين تآمروا لاستخدام هذه المعلومات بهدف إسكات المعارضين للنظام السوري وربما إلحاق الأذى بهم، سواء أكانوا يقيمون في الولاياتالمتحدة أو سورية. وكشف قرار الاتهام أن الحكومة السورية دفعت ثمن رحلة لسويد إلى سورية، حيث التقى بمسؤولين في المخابرات السورية، وأنه تحدث على انفراد مع الرئيس السوري بشار الأسد. ويزعم أن سويد عبر في رسالة مكتوبة عن إيمانه بأن العنف ضد المتظاهرين المحتجين، بما في ذلك مداهمة منازلهم، له ما يبرره وأنه يجب استخدام كل الوسائل الممكنة للتعامل مع المحتجين المعارضين. واتهم سويد كذلك بالكذب على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI عندما قابلوه، وذلك بنفيه أن تكون وجهت له تعليمات لجمع المعلومات عن المحتجين في الولاياتالمتحدة وتمريرها إلى الحكومة السورية.