استولى الالاف من المتظاهرين في اليمن يدعمهم عسكريون منشقون عن الجيش على قاعدة تابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس على عبد الله صالح في العاصمة صنعاء، وفق ما نقلته قناة العربية فجر الثلاثاء 20 سبتمبر 2011. ونقلت القناة عن شهود عيان قولهم انه لم يمر وقت طويل في اعقاب مقتل 32 متظاهرا على يد القوات اليمنية حتى اقتحم المحتجون والجنود السابقون القاعدة دون إطلاق رصاصة واحدة وقد فرت عناصر الحرس الجمهوري من القاعدة، وخلفت أسلحتها وراءها. تمثل عملية الاقتحام تصعيدا للصراع كما أنها تكشف كيف أن المحتجين يصرون أكثر من أي وقت مضى على الإطاحة بحكم الرئيس صالح الذي استمر على مدار 32 عاما. وفي العاصمة صنعاء، قال نشطاء بالمستشفى الميداني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن 28 شخصا، بينهم رضيع /10 أشهر/ ومصور تليفزيوني، قتلوا عندما فتحت القوات النار على المتظاهرين. يأتي الهجوم ردا على توسيع المتظاهرين دائرة احتجاجاتهم في أعقاب مقتل 26 منهم، على الأقل، وجرح المئات على أيدي القوات الحكومية الأحد 18 سبتمبر. ورفض المسئولون الاتهامات بأن نظام الرئيس على عبد الله صالح خطط لهذه الهجمات قائلين إن المحتجين تعرضوا لإطلاق النار بسبب محاولتهم تدمير محطة كهرباء. وفي مدينة تعز، جنوبي البلاد، استخدمت القوات الحكومية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع ضد الآف المواطنين الذين خرجوا للشوارع لإدانة الهجوم وانتقدوا صالح وعائلته. وقال النشطاء إن الهجوم خلف أربعة قتلى وعشرات الجرحى. ويتوقع زيادة الحصيلة الإجمالية للقتلى، حيث أن إصابة العديد من بين مئات الجرحى بالغة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي قوله إن "الطامعين في السلطة يستغلون الشباب الذين قتلوا في أحداث العنف الأخيرة". وأضاف الجندي إن "ما يحدث من تصعيد هو هروب إلى الأمام واستباق لكل الحلول السلمية للازمة بارتكاب هذه الجريمة والتضحية بالشباب ليكونوا قربانا في سبيل تحقيق أهدافهم في الانقضاض على السلطة". ووصف المسئول الإعلامي أحداث العنف الأخيرة ب "الصراع المجنون على السلطة الذي تغذيه أحزاب فقدت السيطرة على هوسها وخلطت بين الاعتصامات والمظاهرات وأعمال الشغب والسلب والنهب". واتهم الجندي القيادي المعارض حميد الأحمر باستقدام "عناصر من تنظيم القاعدة بمأرب مدربة على القنص إلى أمانة العاصمة للانخراط بالمظاهرات للقيام بقنص للمتظاهرين من أجل تلفيق التهم على قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري" . وأضاف أن اللواء المنشق علي محسن الأحمر عمل على "إفشال قرار رئيس الجمهورية بتفويض نائبة بصلاحيات التوقيع وتنفيذ المبادرة الخليجية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ". في غضون ذلك يتواجد في صنعاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني للاطلاع على آخر التطورات على الساحة اليمنية ، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر. عقد المبعوثان اجتماعا مع أحمد، نجل الرئيس صالح ، الذي يقود قوات الحرس الجمهوري المتهمة بشن معظم الهجمات ضد المحتجين. وذكر موقع "مأرب برس" الإلكتروني المعارض أن الاجتماع عقد في مقر سفارة دولة الإمارات بالعاصمة صنعاء. غير أن المعارضين لا يساورهم التفاؤل في أن يحدث التدخل تغييرات إيجابية في اليمن. وقال حميد الأحمر، وفق قناة "سهيل" المملوكة للمعارضة، إنه إذا كانت زيارة الزياني للبلاد ستطيل عمر النظام، فإن عليه أن يعود من حيث أتى. كما دعت الولاياتالمتحدة إلى الهدوء.وقال بيان رسمي أمريكي "في هذا الموقف المتوتر، ندعو كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس.