تجدد القتال بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحين معارضين ورجال قبائل، في وقت تستمر فيه الجهود لاحياء المبادرة الخليجية للنقل السلمي للسلطة في اليمن. وتشير بعض التقارير الى سقوط عدد من القتل والجرحى في القتال القريب من المدخل الجنوبي لساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وكانت مصادر دبلوماسية خليجية في صنعاء قد ذكرت لبي بي سي ان الأمين العام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني طلب من المعارضة اليمنية مهلة 48 ساعة تنتهي مساء اليوم الخميس لاقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أو نائبه عبد ربه منصور هادي بالتوقيع على المبادرة الخليجية والبدء الفوري في ترتيبات نقل السلطة سلميا. في هذه الاثناء سمع دوي انفجارت ضخمة في حي حدة السكني فيما يعتقد انها قذائف مدفعية سقطت على منزلي اللواء علي محسن، والشيخ المعارض للنظام حميد الأحمر. وتتهم الحكومة القوات المنضمة للمحتجين بانتهاك وقف اطلاق النار، ونشر قواتها في عدد من شوارع العاصمة. وشهدت عدد من المدن اليمنية اليوم تظاهرات واحتجاجات تنديدا بقتل المتظاهرين واصرارا على ما يسميها المتظاهرون ب "الحسم الثوري". كما تدور مواجهات ضارية في محيط قاعدة الصمع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري في أرحب شمال صنعاء بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على مناطق عدة أدت الى مزيد من نزوح السكان. وتعتبر اشتباكات الخميس امتدادا للقتال العنيف الذي اندلع الأربعاء بين القوات الموالية لصالح والمنشقة عنه في محيط القصر الجمهوري في صنعاء. وجاءت اشتباكات الاربعاء بعد ساعات قليلة من اتفاق لوقف إطلاق النار ابرم بين مختلف الأطراف اليمنية لإنهاء الصراع الدامي هناك. وكان نائب الرئيس اليمني قد وافق مساء الثلاثاء على توقيع الهدنة بعد مفاوضات مكثفة مع مبعوثين يمنيين ومبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر والزياني. وقد قتل عشرات اليمنيين في المصادمات الدامية التي شهدها اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، وكان معظمهم من المدنيين العزل. ويقيم صالح في المملكة العربية السعودية منذ شهر يونيو حزيران الماضي ، حيث ما زال يتلقى العلاج بعد أن أصيب بجروح جسيمة في هجوم صاروخ على القصر الجمهوري . وتشبث بالسلطة في اليمن بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها في الحكم ، وقد وعد بأنه سيعود إلى صنعاء لإجراء إصلاحات، ولكن المعارضة اليمنية ترفض ذلك وتصر على اقصائه من منصبه.