في تصعيد خطير اعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه سيواجه التحدي بالتحدي وان الشعب وقوات الجيش في القرى والمدن سيتصدون لما اسماه اعمال التخريب. وقال صالح في خطاب له امام حشد من انصاره في ميدان السبعين بالقرب من القصر الرئاسي مخاطبا تكتل اللقاء المشترك المعارض: "كفاكم اللعب بالنار، سيكون شعبنا مضطرا في كل القرى والعزل والى جانبهم الجيش وان لا يقفوا مكتوفي الايدي وسوف يردون." واضاف: "تعتدون على المؤسسات وتعتدون على رئاسة الوزراء والاذاعة.... هذا عمل تخريبي.. بنيناه خلال 32 عاما وتخربون خلال اشهر.... كفاكم لعبا بالنار وسوف يضطر شعبنا ان يحمي مؤسساته وبكل ما أوتي من قوة." وعلى الرغم من هجومه القاسي على المعارضة واتهامه لها بممارسة القتل وقطع الطرق فانها دعاها الى "الحوار البناء وتحت أي مظلة وفي أي مكان." الى ذلك اكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك الجمعة ان المبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن "باتت في حكم الميتة" متوقعا تصعيد "الثورة السلمية" حتى اسقاط النظام ومحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح. واكد محمد قحطان لوكالة فرانس برس ان خطاب الرئيس اليمني امس الذي اكد فيه ان الجيش والشعب لن يقفا "مكتوفي الايدي" امام المعارضة، هو "اعلان حرب" لكن المعارضة متمسكة بسلمية تحركاتها. وقال قحطان "المبادرة في حكم الميتة، وقطر اصدرت بالامس شهادة الوفاة، والشهادة لا تصنع الوفاة بل تبلغ عنها"، في اشارة الى انسحاب قطر من المبادرة الخليجية. وقال ان صالح "اعلن الحرب اليوم، لكننا عمليا افشلنا هذه الحرب لاننا سنستمر متمسكين بسلمية ثورتنا السلمية ولا يمكن ان نستدرج الى العنف وواثقون اننا من دون عنف سنصل الى اسقاط النظام". وعن الخطوات المقبلة للمعارضة والشباب المحتجين، قال انه سيكون هناك "تصعيد للثورة الشعبية السلمية لتصبح عصيانا مدنيا شاملا يؤدي الى اسقاط النظام ومحاكمة الرئيس واعوانه" نافيا التباعد في المرحلة الاخيرة مع الشباب المعتصمين الذين قال انهم "ابناؤنا وفلذات اكبادنا". هذا وشارك مئات الالاف في تظاهرات ومهرجانات حاشدة امس الجمعة تطالب برحيل الرئيس صالح وقتل ثلاثة متظاهرين معارضين للرئيس في مدينة اب جنوب غرب صنعاء برصاص الحرس الجمهوري كما اصيب العشرات بجروح، حسبما افاد مصدر معارض وشهود عيان لوكالة فرانس برس. وبحسب شهود عيان، فقد فتح جنود من الحرس الجمهوري الموالي لصالح النار على متظاهرين خرجوا في المدينة بعد صلاة الجمعة ما اسفر عن اصابة خمسة منهم بجروح. وفي اعقاب ذلك، قام المتظاهرون بمحاصرة سبعة جنود من الحرس الجمهوري في مبنى قيد الانشاء اذ ان هؤلاء هم من اطلقوا النار على المتظاهرين. ووصلت في اعقاب ذلك تعزيزات من الحرس الجمهوري واطلقت النار مجددا على الحشود ما اسفر عن مقتل ثلاثة متظاهرين واصابة العشرات بجروح. وكان 19 متظاهرا قتلوا الاربعاء والخميس في صنعاء وعدة مدن يمنية فيما دانت واشنطن ذلك بحزم ودعت الى انتقال سريع للسلطة. وفي تعز جرح ثلاثة اشخاص بعد اطلاق النار عليهم من قبل قوات الامن التي هاجمت ساحة شارع جمال وفرقت المعتصمين. وقالت الناشطة بشرى المقطري ان عشرات الدبابات والمصفحات نشرت في شوارع المدينة التي انتشرت فيها قوات الجيش والامن بكثافة غير مسبوقة. وفي محافظة اب اصيب خمسة متظاهرين بعد قيام قوات الحرس الجمهوري باطلاق النار عليهم فيما قام المتظاهرون بمحاصرة سبعة من جنود الحرس الجمهوري في احد المباني في طريق العدين. وفي صنعاء انتشرت قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي والحرس الخاص في شوارع العاصمة بشكل غير مسبوق. وشارك مئات الالاف في تظاهرة في شارع الستين الغربي للمطالبة برحيل الرئيس صالح. على صعيد آخر قتل خمسة جنود يمنيين الجمعة في محافظة مأرب شرق صنعاء في كمين استهدف آلية عسكرية ويشتبه بان عناصر من القاعدة خلفه حسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس، فيما قتل ضابط وعنصران من الامن المركزي في شبوة (جنوب) برصاص مسلحين قبليين بحسب مسؤول محلي.