بخطوات سريعة وفترة وجيزة، تمكنت مكاتب الزواج أن تلقى رواجا بين فئة الشباب، حيث تشهد تلك المكاتب ارتفاعا ملحوظا من قبل مراجعيها، وذلك لدخول فصل الصيف ؛ حيث تردد على احد المكاتب المتخصصة في تزويج الشباب والفتيات، في مدينة الخبر، نحو 200 شاب وفتاة، مبديين رغبتهم في إيجاد شريك العمر، وعلى الرغم من أن تلك المكاتب تعمل بحجة التنمية الاجتماعية والأسرية، وخدمة المجتمع، إلا أن الحديث عنها بشكل علني، لازال "غير مقبول"، يشير احد أصحاب تلك المكاتب موسى الأمير ل (عناوين) أن الهدف من فتح تلك المكاتب "التقليل من معدلات العنوسة"، واستطرد حكاية افتتاحه للمكاتب "قمت بدور الخاطبة، لمدة أربعة أعوام، لكسر احتكار النساء لهذه المهنة، ولتدخل هذه المهنة، ضمن المهن الرسمية في المملكة فعمدت في إخراج الفكرة، إلى حيز التنفيذ". وقال "ومن هنا انطلقت في عملي، وبدأت أبحث إمكانية الحصول، على التصريح الرسمي، ليتفاجئ في سهولة ذلك، وعدم إيجاد أية عقبات تعرقل سير المشروع،مضيفا" على الرغم أن الفكرة جديدة والمجتمع بحاجة إليها، لكن المخاوف كانت تراودني، من عدم التقبل". والفكرة التي يصعب إحلالها في مجتمع، كالمجتمع السعودي، لاقت رواجا بين الآلاف العائلات، من شتى مناطق المملكة على حد قوله. ويضيف الأمير "زوجنا الكثير من الفتيات والشباب، وأسهمنا في تزويج مطلقات وأرامل، وهاتان الشريحتان قد تكونا، الأكثر حاجة إلى الزواج من غيرهن، فبعضهن ليس لديها مكان يضمها وأبناءها، ولا يوجد من يعيلها أحيانا". ولا يتغيب على بنود الخطة، التي كرسها المشرفين على المكاتب، نظرة بعض الأسر وشعورها بالضيق، من وجود مطلقة أو أرملة في المنزل، فيوجهون لها كلاما جارحا بين وقت وآخر، ربما يدخلها في أزمة يصعب الخروج منها. احد الفتيات الجامعيات تحدثت ل (عناوين) عن كيفية تقبلها فكرة الزواج عبر المكاتب المخصصة له، وتقول"لم أتقبل الفكرة بالبداية، فشعرت وكأن الفتاة سلعة، وهذا ما يقلل من شأن أغراض الزواج، فيصبح كالسلعة التي تباع وتشترى، إلا إنني اضطررت أخيرا بتقبلها بعد أن قرأت مواصفات الشاب وتقدم لخطبتي بأسلوب عادي مقبول اجتماعيا وموافقا للعادات والتقاليد" . لم يتغير نمط التفكير كثيرا لدى الشباب (الذكور) فالشاب عبد العزيز بوبشيت، يعتبر أن تجربته بالتقدم لمكاتب الزواج لطلب عروس نابع من "طبيعة المجتمع، فالشاب لا يتمكن من معرفة مواصفات الفتاة، وأمور عديدة، ففي المكتب قد يتمكن من التواصل معها، لمعرفة شخصيتها، وهذا الأمر مدعاة للتفاؤل، لأنه يقلل من الخلافات الزوجية وغيرها". يذكر أن نسبة العنوسة بين 20 إلى 50 في المئة، موزعة على مناطق المملكة. إذ وصل العدد الإجمالي، للعوانس في المملكة 1.529.418 فتاة عانس ؛ وأما ظاهرة الطلاق، التي باتت تشكل قلق، تصدرت فيها الرياض، أعلى نسبة حيث وصلت، إلى 43 في المئة، فيما كانت المرتبة الثانية من نصيب منطقة الجوف 32 في المئة، ويليها المنطقة الشرقية 26 في المئة بحسب آخر دراسات رسمية.