رجحت اختصاصية اجتماعية حدوث انخفاض «محدود» في مؤشر العنوسة بين السعوديات، في الأعوام الثلاثة الماضية. وعزت الاختصاصية الباحثة في شؤون الأسرة نهلة الرويلي، هذا الانخفاض إلى «دخول مستجدات وتغيرات على ثقافة المجتمع، بنسبة بسيطة، إضافة إلى قدرة الفتيات على التدخل وطرح الرأي، والمشاركة في المشورة بين الأهل، وهذا ما لم يكن موجوداً سابقاً». واستندت الرويلي، إلى لقاءاتها مع فتيات من مختلف مناطق المملكة، إذ «لاحظت أن هناك مرونة أكثر بين الفتاة وأهلها. ولم تعد الأمور كما كانت سابقاً، على رغم وجود فكر متشدد بين بعض الأسر، في تزويج بناتهم، وإملاء شروط صعبة. وهناك عدد من العائلات لا زالت على التفكير ذاته، وتتشدد في هذه المسائل، وإن كان قد حدث تغير بسيط». وأرجعت الأسباب إلى وجود «جهات حقوقية، ولجان إصلاح ذات البين، ولجان التكافل الأسري، والخطوط الهاتفية الساخنة لتقديم استشارات، ومشاريع تقدمها الجمعيات واللجان لتزويج الفتيات والشباب، والأعراس الجماعية التي اقتنعت شرائح واسعة من الأهالي بها، ما يحقق إصلاحات اجتماعية، ويسهم في الحد من مشكلة العنوسة، التي تلقي بظلالها على المجتمع، وعلى رغم اتساع المقاومة ضدها، إلا أن ذلك يقابله إصرار البعض على التشبث في العادات والتقاليد، والتمسك في الرأي وفرض ضغوط مادية على العريس». وذكرت أنه «أصبح بإمكان الفتاة أن تبدي رأيها في بعض الحالات، ولو كانت قليلة، إلا أن بداية الغيث قطرة، فهذه الأمور تبشر بتغيير ثقافة المجتمع، والخروج من إطار فكري أسهم في خلق مشكلات عدة». وشهدت ظاهرة العنوسة تنامياً في المجتمع السعودي، وهي المشكلة الاجتماعية الثانية بعد الطلاق، في العامين الأخيرين، إذ تراوحت نسبتها بين 20 إلى 50 في المئة. وأشارت دراسات إلى أن 1.529.418 عانساً في المملكة، 228.093 منهن في المنطقة الشرقية، التي تحتل المرتبة الثالثة، بعد مكةالمكرمة والرياض. ولفتت الرويلي، إلى أن «زيادة فرص التعليم والعمل للمرأة، رفعت وفي شكل كبير من مستوى ثقافتها في كيفية اختيار شريك الحياة. كما أن المرونة في التعامل بين الجنسين، ذات أثر بالغ على فكر الشباب، إضافة إلى تخفيف شروط الزواج عند البعض، وتقليل كلفته، وكل ذلك سيسهم وبصورة أشمل، في التخفيف من الضغوط التي يعانيها الشباب عند الإقبال على الزواج».