تعادلت الأرجنتين المضيفة مع كولومبيا من دون أهداف فجر اليوم الخميس 7 يوليو 2011 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في كأس أميركا الجنوبية كوبا أميركا لكرة القدم.وبهذه النتيجة بات رصيد منتخب التانغو نقطتين من مبارتين بعد تعادله في الجولة الأولى مع بوليفيا 1/1 وبات بالتالي بحاجة للفوز على كوستاريكا في الجولة الأخيرة لضمان تأهله ، في حين بقيت كولومبيا في الصدارة برصيد أربع نقاط بعد أن كانت فازت في الجولة الأولى على كوستاريكا 1/0 واقتربت من التأهل لدور الثمانية. بخلاف المباريات المخيبة التي لم ترق إلى المستوى الدولي منذ انطلاق البطولة ، جاء الشوط الأول من لقاء كولومبيا والأرجنتين صاحبة الأرض التي آزرتها جماهير غفيرة في استاد بريغادير جنرال لوبيز في سانتافي جميلا ومثيرا ومفتوحا بعدما ارتقى مستوى اللعب تدريجيا منذ انطلاق صافرة الحكم وحتى نهاية الشوط الأول. المنتخبان لم يخيبا الآمال بتقديمهما لمحات كروية تليق بالكرة اللاتينية ، خصوصا كولومبيا التي فاجأت الحاضرين والمشاهدين وأمتعتهم بتقديم لاعبيها فصولا جميلة في كرة القدم ، فكانوا الطرف الأفضل خلال الدقائق ال45 معتمدين على انضباط تكتيكي وجرأة كبيرة واندفاع هجومي ، عوامل أسهمت في كسر هيبة أصحاب الأرض مبكرا والقضاء على عزيمتهم. لدقائق الأولى شهدت سيطرة أرجنتينية نسبية بعد اختراقات عبر الأطراف قام بها كارلوس تيفيز وبابلو زاباليتا وايستيبان كامبياسو الذي كاد يخادع الحارس الكولومبي نيكو مارتينيز في الدقيقة 18 بكرة مرفوعة ، إلا أن الأخير تمكن من إنقاذ الموقف. ولم يتأخر الكولومبيون في استعادة المبادرة وبسط سيطرتهم باستحواذهم على الكرة وتعطيلهم خط الوسط الأرجنتيني وقاموا ببناء الهجمات المنظمة من الوسط وعبر الأطراف. الفرصة الأولى لأصحاب القمصان الصفراء جاءت في الدقيقة 19 عندما لعب دايرو مورينو كرة جميلة إلى داخل منطقة الجزاء قابلها أدريان راموس وسددها بسرعة على مقربة من الحارس الأرجنتيني سيرخيو روميرو لتعلو العارضة بسنتيمرات. واصل الكولومبيون ضغطهم وتحركاتهم الذكية مما أجبر المدافعين الأرجنتينيين على ارتكاب الأخطاء على سبيل خافيير زانيتي الذي شتت الكرة من منطقة الجزاء عشوائيا في الدقيقة 25 وأتاح لمورينو التسديد من مسافة قريبة ، لكن الكرة انحرفت عن المرمى. واستغل المنتخب الكولومبي حالة الضياع في صفوف التانغو وباغته في الدقيقة 26 بانفرادية لراموس الذي تجاوز الحارس وسقط بعد تدخل ميليتو لتصل الكرة إلى مورينو المندفع من الخلف على الناحية اليسرى بيد أن الأخير وبغرابة شديدة سدد الكرة خارج الخشبات الثلاث والمرمى مشرع أمامه. العاصفة الكولومبية التي ضربت الملعب لم تقتلع الأرجنتينيين ، وردوا عبر ملهمهم نجم برشلونة ليونيل ميسي الذي مرر كرة بينية على طبق من ذهب إلى إزيكيال لافيتزي على الجانب الأيمن ، لكن تسديدة الأخير صدتها قدم الحارس نيكو مارتينيز. ولعب الحارس الأرجنتيني في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول دورا بارزا في إنقاذ فريقه من هدفين محققين الأول في الدقيقة 42 عندما ارتمى ببسالة لتسديدة صاروخية من فالكاو من حوالي 25 مترا والثاني في الدقيقة 44 عبر تسديدة أخرى وهذه المرة من مورينو من حوالي 20 مترا اضطر روميرو لتكرار حركته السابقة للتصدي لها ليدخل ميسي ورفاقه غرف تبديل الملابس وهم يتنفسون الصعداء لأن سوء الطالع الذي لازم الضيوف تكفل في الحفاظ على شباكهم نظيفة. الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني مرت هادئة تخللتها تسديدة لخافيير ماسكيرانو من خارج منطقة الجزاء تصدى لها الحارس مارتينيز ، لكن دون أن تتمكن الأرجنتين من الاستحواذ على الكرة وفرض إيقاعها ، مما دفع بالمدرب الأرجنتيني سيرخيو باتيستا إلى إقحام فرناندو غاغو وسيرجيو أغويرو مكان كل من كامبياسو ولافيتزي. ولم يتأثر الكولومبيون بالتبديلين وواصلوا غزواتهم سعيا منهم لهز الشباك الأرجنتينية وخطف بطاقة دور الثمانية ، وكادوا ينجحون في مسعاهم في الدقيقة 65 عندما مرر فريدي غوارين كرة متقنة إلى الظهير الأيسر روميرو ، فتقدم الأخير وسدد بقوة لكن الكرة لامست القائم الأيسر وخرجت. وبعدها بدقيقة واحدة توغل المتألق فالكاو وأطلق كرة صاروخية ارتدى لها الحارس قفاز الإجادة مجنبا فريقه هدفا آخر محقق. انتظرت الجماهير الأرجنتينية الخائبة حتى الدقيقة 76 لتشاهد إحدى الفرص النادرة لفريقها عندما سدد غونزالو هيغواين الذي دخل مكان بانيدا في الدقيقة 70 كرة مخادعة أخرجها الحارس مارتينيز إلى ركنية. وحاولت الأرجنتين في الدقائق العشر الأخيرة إصلاح ما يمكن إصلاحه ومصالحة جماهيره ربما بهدف قد يخطفه أحد نجومه ، لكن النجوم التي استهلت المباراة منطفئة بقيت كذلك حتى النهاية التي كادت أن تكون دراماتيكية أكثر لولا تألق الحارس نجم المباراة الأول روميرو في السيطرة على تصويبة قوية من البديل الكولومبي غويتيريز في الدقيقة الأخيرة من اللقاء. من جانبها هتفت جماهير الأرجنتين بإسم الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا في المدرجات أثناء وبعد المباراة. ويرى البعض أن هذه الهتافات ربما تحمل معنى من اثنين أو الاثنين معا ، فهي ضد المدير الفني باتيستا ، نظرا لأنه جاء ليخلف مارادونا ، أو ضد ليونيل ميسي الذي خيب آمال الجماهير بأداء غير مقنع بالمرة. وصبت الجماهير جم غضبها على اللاعبين بعد التعادل والآداء السيء الذي قدموه للمباراة الثانية على التوالي ، ووجهت لهم كافة أنواع السباب. من جانبها بمعنويات عالية ووسط طموحات كبيرة لحسم التأهل إلى دور الثمانية يلتقي المنتخب البوليفي نظيره الكوستاريكي لجمعة في تمام الساعة 1:15 فجرا بتوقيت دولة الكويت. وتمثل المباراة فرصة جيدة أمام المنتخب البوليفي للاقتراب بشدة من دور الثمانية قبل مباراته الأخيرة أمام المنتخب الكولومبي بينما تمثل المباراة لقاء الفرصة الأخيرة للمنتخب الكوستاريكي قبل لقاء نظيره الأرجنتيني في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة. واستهل المنتخب البوليفي مسيرته في البطولة بمفاجأة كبيرة عندما تعادل مع نظيره الأرجنتيني 1/1 في المباراة الافتتاحية للبطولة لينتزع نقطة ثمينة ضاعفت من آماله في التأهل لدور الثمانية. بينما سقط المنتخب الكوستاريكي في فخ الهزيمة أمام نظيره الكولومبي 0/1 في الجولة الأولى نتيجة فارق الخبرة بسبب مشاركة المنتخب الكوستاريكي في البطولة بفريق شاب تحت 23 عاما مطعما بخمسة لاعبين فقط تجاوزوا هذا السن. والمباراة تبدو متكافئة بشكل كبير حيث قدم المنتخب الكوستاريكي عرضا قويا في مباراته أمام كولومبيا ويمكنه مواصلة عروضه الجيدة في لقاء الغد مع تحقيق نتيجة إيجابية هذه المرة خاصة وأن الفوز وجوبى فى المبارة الاخيرة امام كوستاريكا