كشفت دراسة حول قياس مستوى الحوار داخل الأسرة السعودية أن (43%) من الآباء والأمهات يرون أن الحزم والشدة من أنجح الوسائل للحفاظ على استقرار الأسرة، بينما يعارض ذلك (30%)، كما تفيد (30%) من عينة الدراسة "أولياء الأمور" أن النقاش داخل الأسرة لا يخلو من الحدة وارتفاع الصوت، ما يدل سلبيا على ضعف ثقافة الحوار داخل الأسرة السعودية. وقام بالدراسة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، واختار عينة بلغت نحو 5 آلاف شخص، من أجل حصر العوامل المؤثرة على ثقافة الحوار الأسري. ويرى أقل من 50 % من عينة الدراسة من الآباء أنهم لا يتيحون أحياناً حرية اتخاذ القرار لأبنائهم في شؤونهم الخاصة، فيما يرى باقي عينة الدارسة عكس ذلك، كما أظهرت الدراسة ما نسبته (78%) من "أولياء الأمور" عدم حصولهم على دورات تدريبية تختص بالحوار الأسري وهذا مما يؤكد على عدم حرصهم في تنمية مهارات الحوار و ثقافته لديهم. وحول قياس مستوى التواصل الأسري قال (42%) من أولياء الأمور ان أسرتي تعقد اجتماعات دورية دائماً بينما قال (40%) من الأبناء بتلك الفكرة، وقال (54%) من أولياء الأمور بأن أسرتي تقوم برحلات جماعية بشكل متكرر بينما أيد تلك الفكرة (52%) من الأبناء. وعن قياس دور رب الأسرة من وجهة نظر الأبناء حيث يرحب ما يقارب (57%) من عينة الدراسة "الأبناء" بالتحاور مع الأب لما في ذلك من إتاحة الفرصة لتبادل وجهات النظر فيما بينهم، بينما يرى (74%) من عينة الدراسة بأن الأب لا ينمي فيهم التفرقة وذلك من خلال تخصيصه للمشورة مع بعض الأبناء وترك البعض الآخر، فيما يرى أكثر من نصف عينة الدراسة بظهور آثار الغضب على شخصية الأب أثناء حواره مع أبنائه عندما يحتدم النقاش. كما شملت الدراسة قياس دور الأم من وجهة نظر الأبناء حيث كشفت بأن يرى (64%) من عينة الدراسة "الأبناء" أن تكون الأم وسيطاً بينهم وبين آبائهم، نظراً لصعوبة التحاور و التفاهم مع الأب، كما أجمع ما يقارب (70%) من عينة الدراسة "الأبناء" بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب، و التحاور معه بهدوء و انسجام وهذا ما يشير على أن هناك تفاهم بين الوالدين، ويرى أكثر من نصف عينة الدراسة من الأبناء أن الأم تهتم بهم أكثر من والدهم. وحول قياس مستوى ثقافة حوار الأبناء كشفت الدراسة أن نصف العينة من الأبناء لم يستفيدوا من المناهج التعليمية في تطوير مهارات الحوار و أساليبه مع أفراد الأسرة كما يرى (80%) من عينة الدراسة "الأبناء" برغبتهم في الحديث و تبادل وجهات النظر مع أفراد الأسرة مما يدل ذلك على رغبتهم في التحاور مع آبائهم، و يرى ما نسبته (41%) من "الأبناء" في عينة الدراسة بأنهم يمكثون أوقات طويلة داخل غرفهم الخاصة، مما يدل ذلك على ضعف التواصل و الحوار داخل أسرهم، كما أظهرت الدارسة أن ما نسبته (36%) من عينة الدارسة "الأبناء" وجود ارتفاع وحدة في الصوت أثناء النقاش داخل الأسرة، بينما أفاد أقل من ثلث العينة بحدوث ذلك أحياناً، مما يوضح وجود مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء، ويؤيد أكثر من نصف عينة الدراسة من "الأبناء" الالتزام بالصمت على فتح موضوعات حساسة مع أفراد الأسرة، مما يؤكد على عدم وجود و خلق فرص لهم لطرح آرائهم في مختلف الموضوعات الحساسة، وهذا يدل على عدم وجود الثقة بين بعض أولياء الأمور مع أبنائهم.