كشفت دراسة مسحية حديثة أعدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على عينة ممثلة لأطياف مختلفة من المجتمع السعودي حول الحوار الأسري في داخل الأسر السعودية، تأييد أكثر من 50 % من العينة التزام الصمت حيال المواضيع الحساسة داخل الأسرة، وهو ما يعني عدم مشاركتهم في القضايا والحوارات الهامة داخل أسرهم. وأكد نحو 36 % على ارتفاع الأصوات أثناء النقاش مع الأسرة، وهو ما يوضح أن هناك مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء داخل الأسر السعودية. كما وافق نحو 64 % من العينة على أن تكون الأم وسيطا للحوار مع والدهم، فيما أجمع نحو 70 % من الأبناء على وجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب في القضايا التي تخص الأبناء. وأفاد نحو 69 % من أفراد العينة عن تواصل والدتهم معهم أثناء تواجدهم خارج المنزل، وهو ما يعطي دلالة على الاهتمام والمتابعة من ربة المنزل، فيما أكد نحو 55 % من العينة أن الأم تهتم بهم أكثر من الأب وذلك بحكم قربها منهم وتواصلها أكثر من الأب. واهتمت الدراسة التي أعدها فريق علمي متخصص، في العوامل المؤثرة في ثقافة الحوار داخل الأسرة، وذلك من خلال طرح عدة عوامل ثقافية تبين مدى قوة تأثيرها في الحوار داخل الأسرة، وتبين تأثير عامل التعليم والمدرسة والزملاء والأصدقاء والمساجد ووسائل الإعلام بشكل ملحوظ في ثقافة الحوار داخل الأسرة، وتدني تأثير بعض العوامل التي كان من شأنها أن تعزز ثقافة الحوار داخل الأسرة، وأن تكون رائدة في هذا المجال، مثل الأنشطة الثقافية، والندوات، ومراكز الاستشارات الأسرية، ومراكز التدريب. وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتطرق إلى أية توصيات من جهة الباحثين، غير أنها خلصت إلى عدد من النتائج التي يمكن الاسترشاد فيها في مجال تعزيز الحوار الأسري، حيث يرى نحو 50 % من العينة أن النقاشات الاجتماعية تعزز من ثقافة الحوار في داخل الأسرة، كما أيد نصف العينة أن الرحلات الجماعية الأسرية مهمة لما فيها من كسر للروتين الأسري، وتخفيف الرتابة التي تعيشها الأسرة، وتعزيز لثقافة الحوار. يذكر أن الدراسة استمرت نحو عام، وتكونت عينتها من ستة آلاف فرد من معظم مناطق المملكة ما بين الأبناء وأولياء الأمور، لوضع تصور حول مستوى الحوار في داخل الأسر السعودية. وتطرقت الدراسة التي تم إعدادها وفق خمسة محاور رئيسة، هي: محور قياس مستوى التواصل الأسري، ومحور قياس دور الأب من وجهة نظر الأبناء، ومحور قياس دور ربة المنزل من وجهة نظر الأبناء، ومحور قياس مستوى ثقافة حوار الأبناء، ومحور مستوى الحوار داخل الأسرة من وجهة نظر أولياء الأمور، تطرقت إلى دور الأم في تقريب وجهات النظر بين المتحاورين.