كشفت دراسة قام بها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على أكثر من 5000 شخص، بأن من العوامل المؤثرة على ثقافة الحوار الأسري تختلف نسبة تأثيرها من عامل إلى آخر حيث يحتل المركز الأول في التأثير التعليم والمدرسة ثم وسائل الإعلام ثم المساجد وخطب الجمعة ثم الأنشطة الثقافية والندوات ثم مراكز التدريب و أخيراً مراكز الاستشارات الأسرية. وعن قياس مستوى التواصل الأسري قال (42%) من أولياء الأمور بأن أسرتهم تعقد اجتماعات دورية دائماً، بينما قال (40%) من الأبناء بتلك الفكرة، وقال (54%) من أولياء الأمور بأن أسرتهم تقوم برحلات جماعية بشكل متكرر ،بينما أيّد تلك الفكرة (52%) من الأبناء. وعن قياس دور رب الأسرة من وجهة نظر الأبناء ،حيث يرحب ما يقارب (57%) من عينة الدراسة «الأبناء» بالتحاور مع الأب ،لما في ذلك من إتاحة الفرصة لتبادل وجهات النظر فيما بينهم، بينما يرى (74%) من عينة الدراسة بأن الأب لا ينمّي فيهم التفرقة ،وذلك من خلال تخصيصه للمشورة مع بعض الأبناء و ترك البعض الآخر، فيما يرى أكثر من نصف عينة الدراسة بظهور آثار الغضب على شخصية الأب أثناء حواره مع أبنائه عندما يحتدم النقاش. كما شملت الدراسة قياس دور الأم من وجهة نظر الأبناء، حيث كشفت بأن (64%) من عينة الدراسة يرى «الأبناء» أن تكون الأم وسيطاً بينهم و بين آبائهم، نظراً لصعوبة التحاور و التفاهم مع الأب، كما أجمع ما يقارب (70%) من عينة الدراسة «الأبناء» بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب، و التحاور معه بهدوء و انسجام ،وهذا ما يشير على أن هناك تفاهما بين الوالدين، ويرى أكثر من نصف عينة الدراسة من الأبناء أن الأم تهتم بهم أكثر من والدهم. وعن قياس مستوى ثقافة حوار الأبناء كشفت الدراسة التي أجراها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بأن نصف عينة الدراسة من الأبناء لم يستفيدوا من المناهج التعليمية في تطوير مهارات الحوار و أساليبه مع أفراد الأسرة ،كما يرى (80%) من عيّنة الدراسة «الأبناء» برغبتهم في الحديث و تبادل وجهات النظر مع أفراد الأسرة ،مما يدل ذلك على رغبتهم في التحاور مع آبائهم، و يرى ما نسبته (41%) من «الأبناء» في عينة الدراسة بأنهم يمكثون أوقاتا طويلة داخل غرفهم الخاصة، مما يدل ذلك على ضعف التواصل و الحوار داخل أسرهم، كما أظهرت الدارسة أن ما نسبته (36%) من عينة الدارسة «الأبناء» وجود ارتفاع وحدة في الصوت أثناء النقاش داخل الأسرة، بينما أفاد أقل من ثلث العينة بحدوث ذلك أحياناً، مما يوضح وجود مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء، ويؤيد أكثر من نصف عينة الدراسة من «الأبناء» الالتزام بالصمت على فتح موضوعات حساسة مع أفراد الأسرة، مما يؤكد على عدم وجود خلق فرص لهم لطرح آرائهم في مختلف الموضوعات الحساسة، وهذا يدل على عدم وجود الثقة بين بعض أولياء الأمور مع أبنائهم.