كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن السعودية تُخطط لاستثمار نحو 100 مليار دولار في قطاع البتروكيماويات بحلول عام 2015، مشيراً إلى الأهمية الإستراتيجية لهذا القطاع. وبيّن الدكتور محمد بن إبراهيم السويل خلال افتتاحه الاثنين 6 يونيو 2011، فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات البتروكيماويات 2011م، الذي تنظمه المدينة في مقرها، أنه من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في المملكة بحلول عام 2015م إلى 80 مليون طن، مشيراً إلى أن الإنتاج الحالي يبلغ نحو 60 مليون طن، حسب ما ذكره وزير البترول والثروة المعدنية، أي ما يعادل 62% من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي . وشهد المؤتمر الذي يهدف إلى مناقشة العديد من القضايا ذات التأثير الرئيس في استراتيجيات تقنيات البتروكيماويات في المملكة، حضوراً كبيراً من أبرز العلماء والخبراء والمختصين في تقنيات البتروكيماويات على المستوى الدولي والمحلي. وأوضح السويل أن تقنية البتروكيماويات تأتي ضمن 12 تقنية إستراتيجية ركزت عليها الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار ، والتي تشرف على تنفيذها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع الجامعات والقطاعات الحكومية والصناعية بالمملكة. واستمع الحضور خلال الجلسة الافتتاحية إلى محاضرة علمية قدمها الدكتور مالكوم غرين، أستاذ الكيمياء الفخري، بجامعة أكسفورد البريطانية، الذي تحدث عن إمكانية تطوير حفازات غير متجانسة لتقنية تحول غاز الميثان إلى سائل، مشيراً إلى تطبيقاتها الصناعية في المفاعل الميكروني . وناقش المؤتمر في يومه الأول عدداً من الموضوعات في مجال تقنيات البتروكيماويات من خلال ثلاث جلسات عمل، حيث بحثت الجلسة الأولى موضوع الفرص والتحديات بالصناعات الأساسية، وترأس الجلسة الدكتور عبدالرحمن القريشي، رئيس مركز هندسة البترول والغاز بالمدينة . وتضمنت الجلسة الثانية ثلاث أوراق عمل تناولت الأولى منها تأثير الصناعات البتروكيميائية الأساسية على نمو الصناعات التحويلية للدكتور مؤيد القرطاس رئيس شركة التصنيع الوطنية، فيما استعرضت الورقة الثانية خبرات شركة كيان السعودية في المواد الكيميائية المتخصصة، وقدمها المهندس مطلق المريشد نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي بشركة سابك، في حين استعرض الدكتور عبدالله الزامل رئيس مجلس إدارة شركة الزامل للاستثمار الصناعي في الورقة الثالثة الفرص والتحديات التي تواجه القطاع الخاص السعودي في المرحلة القادمة للصناعات التحويلية . وقدمت الجلسة الثالثة عرضاً لتطورات تقنية الصناعات البتروكيميائية في المملكة حيث ترأسها الدكتور حمد الخثلان، وكيل جامعة الملك سعود للتبادل المعرفي ونقل التقنية، وجرى خلالها تقديم ثلاث أوراق عمل تطرقت الأولى منها إلى تطوير البحث والتقنية في مجال البتروكيماويات المعتمدة على البترول الخام، حيث قدمها الدكتور عمر عبدالحميد مدير مركز أرامكو السعودية للأبحاث والتطوير . وتناولت الورقة الثانية عوامل التقدم نحو التميز في عملية تطوير التقنية للمهندس فؤاد موسى مدير تطوير التقنية الكيميائية في شركة سابك، في حين تطرق الدكتور تريفور هاتلي المدير العام لتطوير التقنية والمنتج بشركة سبكيم إلى البحث والتطوير في الشركة وإنتاجها المستقبلي . وخصصت الجلسة الرابعة والأخيرة لموضوع المحفزات في مجال تكرير البترول، حيث ترأس الجلسة الدكتور عبدالله العسيري رئيس قسم الكيمياء بجامعة الملك عبدالعزيز، وتم خلال الجلسة طرح ثلاث أوراق تحدث في الأولى البروفيسور تيد اوياما من جامعة طوكيو عن محفزات جديدة لعملية نزع الكبريت، كما تطرق البروفيسور ريان زيفينغ مدير المكتب الدولي بجامعة الصين للبترول في ورقته للتطلعات المستقبلية على محفزات عمليات التكسير الحفزي بالطبقة الفوارة، بينما تناول الدكتور اندرياس مارتن رئيس قسم عمليات المحفزات المتباينة بمعهد لايبنتز للمحفزات في ألمانيا مسألة تحفيز المعالجة بالهيدروجين مع التصنيع المشترك لثلاثي الجليسريدات في مصافي تكرير البترول . وتختتم فعاليات المؤتمر بمحاضرة علمية عن بُنية المواد العضو- معدنية وتطبيقاتها في الطاقة النظيفة، يلقيها البروفيسور عمر ياغي، من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، تليها أربع جلسات تبحث جميعها في ثلاثة محاور رئيسية يستهدف الأول منها التطورات في مجال التحفيز البتروكيميائي، فيما يلقي المحور الثاني الضوء على التطورات الحديثة في العمليات البتروكيميائية، ويناقش المحور الثالث الاستدامة في الصناعات البتروكيميائية.