كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، أن السعودية تُخطط لاستثمار نحو 100 بليون دولار في قطاع البتروكيماويات بحلول عام 2015، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع بالنسبة للمملكة. وقال السويل خلال افتتاحه أمس فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات البتروكيماويات 2011، والذي تنظمه المدينة في مقرها بالرياض، إنه من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في المملكة بحلول عام 2015 إلى 80 مليون طن، مشيراً إلى أن الإنتاج الحالي يبلغ نحو 60 مليون طن، أي ما يعادل 62 في المئة من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن تقنية البتروكيماويات تأتي ضمن 12 تقنية استراتيجية ركزت عليها الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار، والتي تشرف على تنفيذها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع الجامعات والقطاعات الحكومية والصناعية في المملكة. وشهد المؤتمر الذي يهدف إلى مناقشة العديد من القضايا ذات التأثير الرئيسي في استراتيجيات تقنيات البتروكيماويات في المملكة، حضوراً كبيراً من أبرز العلماء والخبراء والمختصين في تقنيات البتروكيماويات على المستوى الدولي والمحلي. واستمع الحضور خلال الجلسة الافتتاحية إلى محاضرة علمية قدمها أستاذ الكيمياء الفخري بجامعة أكسفورد البريطانية الدكتور مالكوم غرين، الذي تحدث عن إمكان تطوير حفازات غير متجانسة لتقنية تحول غاز الميثان إلى سائل، مشيراً إلى تطبيقاتها الصناعية في المفاعل الميكروني. وناقش المؤتمر في يومه الأول عدداً من المواضيع في مجال تقنيات البتروكيماويات من خلال ثلاث جلسات عمل، إذ بحثت الجلسة الأولى موضوع الفرص والتحديات بالصناعات الأساسية، وترأس الجلسة رئيس مركز هندسة البترول والغاز في المدينة الدكتور عبدالرحمن القريشي. وتضمنت الجلسة الثانية ثلاث أوراق عمل، تناولت الأولى منها تأثير الصناعات البتروكيماوية الأساسية على نمو الصناعات التحويلية لرئيس شركة التصنيع الوطنية للدكتور مؤيد القرطاس، فيما استعرضت الورقة الثانية خبرات شركة كيان السعودية في المواد الكيماوية المتخصصة، وقدمها نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي بشركة «سابك» المهندس مطلق المريشد، في حين استعرض رئيس مجلس إدارة شركة الزامل للاستثمار الصناعي الدكتور عبدالله الزامل في الورقة الثالثة الفرص والتحديات التي تواجه القطاع الخاص السعودي في المرحلة القادمة للصناعات التحويلية. وقدمت الجلسة الثالثة عرضاً لتطورات تقنية الصناعات البتروكيماوية في المملكة، وجرى خلالها تقديم ثلاث أوراق عمل، تطرقت الأولى منها إلى تطوير البحث والتقنية في مجال البتروكيماويات المعتمدة على البترول الخام، قدمها مدير مركز أرامكو السعودية للأبحاث والتطوير الدكتور عمر عبدالحميد. وتناولت الورقة الثانية عوامل التقدم نحو التميز في عملية تطوير التقنية لمدير تطوير التقنية الكيميائية في شركة سابك المهندس فؤاد موسى، في حين تطرق المدير العام لتطوير التقنية والمنتج بشركة سبكيم الدكتور تريفور هاتلي إلى البحث والتطوير في الشركة وإنتاجها المستقبلي. وخصصت الجلسة الرابعة والأخيرة لموضوع المحفزات في مجال تكرير البترول، وتم خلال الجلسة طرح ثلاث أوراق تحدث في الأولى البروفيسور تيد أوياما من جامعة طوكيو عن محفزات جديدة لعملية نزع الكبريت، كما تطرق البروفيسور ريان زيفينغ مدير المكتب الدولي بجامعة الصين للبترول في ورقته إلى التطلعات المستقبلية على محفزات عمليات التكسير الحفزي بالطبقة الفوّارة، بينما تناول رئيس قسم عمليات المحفزات المتباينة بمعهد لايبنتز للمحفزات في ألمانيا الدكتور أندرياس مارتن، مسألة تحفيز المعالجة بالهيدروجين مع التصنيع المشترك لثلاثي الجليسريدات في مصافي تكرير البترول. وتختتم اليوم فعاليات المؤتمر بعقد أربع جلسات تناقش ثلاثة محاور رئيسية، حول التطورات في مجال التحفيز البتروكيماوي، والتطورات الحديثة في العمليات البتروكيماوية، والاستدامة في الصناعات البتروكيماوية.