ما يستصعبونه على قوتهم قد تستسهله على ضعفك ! ، وكم من صعب علي مقتدر .. سهل على معدمين ! ، وكل ميسر لما خلق له .. يقول المتنبي : ( وتعظم في عين الصغير صغارها ، وتصغر في عين العظيم العظائم ُ ) .. لهذا فإن العزائم تأتي على قدر أهل العزم .. كما تأتي المكارم على قدر الكرام .. على حد قول المتنبي في القصيدة ذاتها : ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ُ ، وتأتي على قدر الكرام المكارم ُ ) ، وما أسهل الأقوال وأصعب الأفعال ، لذلك تصخب وتذهب جفاءً مجتمعات الذين يقولون ما لا يفعلون ، ومنها مجتمعات حتى المؤمنين ممن قال الله فيهم في سورة الصف : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) .. فتراه مجتمعاً منقاداً مسترسلاً لا يعدو أن يكون أكثر من امتداد للظاهرة الصوتية التي خلفت مجتمعات ممسوخة بلا هوية ، ضعيفة يتخطفها الناس ، لا تملك من شأن أمرها شيئاً له شأن .. مجتمعات منهوبة منكوبة .. نهب الأعداء خيراتها ، وأثخن جراحها ، فتفرقت آحادا ليطول أمد تيهها !! ، لا يدري أحد فيها من الذي عليه أن يبدأ أولاً لتستعيد حياتها وكينونتها ومسوغات بقائها ! ، وحين لا يأمن المواطن حاميها في بقعة عربية ما .. فإن (حراميها) بكل تاريخه قطعاً يكون من أقل الأشرار شراً ! .. فلا تفكر أن تكون به البداية ! ، في مجتمعات الضعفاء .. دائماً اللوم على الآخرين ! .. لا أحد يعترف بشيء ! .. لأن الاعتراف بالحق فضيحة في هذه المجتمعات ! ، 99% من المخطئين يعترفون أن الآخرين هم السبب !! .. والحل ؟ .. إن لم يعمل الفرد أياً كان على إصلاح حاله .. فليس له أن يلوم الوالي .. ( كما تكونون يولى عليكم ) ، ولا يقل قائل : إنه لا يملك من الأمر شيئاً .. فما قد يستصعبونه في شيء ما على قوتهم .. قد يكون بالنسبة إليك على ضعفك سهلا ! ، ولك أن تبحث عن عدد من ينجح في جهاد النفس في هذه الحياة لتكتشف المفارقة ! .. يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : (الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله) !. ( عبد الله العتيبي ).