قيس عمر المعيش العجارمة كغيري من أبناء الأردن ممن ساءهم وآلمهم ما جرى من أحداث عقب قرار رفع الدعم.. الذي شكّل ذريعة رخيصة تذرّع بها كل صاحب نفس أمّارة بالسوء، وكل جاهل مجرم ينتظر فرصة مظلمة، لكي يثأر بها من رجال الأمن والعدالة، ويغذي بذور الشر المتأصلة في كبده والمتجذّرة في عقله الباطن، لينبت أشواكاً هزيلة تجرح وتؤذي أيادي الخير والعطاء، والذين يسهرون الليل لكي يحموه وأمثاله حتى من نفسه وأذاها، ولم يكن هذا القرار فرصة للمجرمين الجنائيين فقط بل إنه أيضاً شكّل مطيّة يمتطيها مجرمو السياسة؛ الذين فاتهم قطار الصدق والثقة الشعبية وكَشَف شغفهم الأعمى الأصم بالسلطة؛ سوء نواياهم فبان فجورهم وتعروا من أسمال تقواهم. فمن قميص الإصلاح الذي حملوه (كما حمل أبناء يعقوب قميص يوسف) فابتذلوه حتى تقطّع ثم ذاب! إلى بسوس رفع الدعم التي أرادوها حرباً لا تبقي ولا تذر! لقد خسروا في رهان الشارع والشعبية؛ حينما حفروا قبر الزحف! ليُدفنوا فيه بجنازة لم تتجاوز عشرة آلاف، فمكثوا يتحينون الفرص حتى جاءتهم فرصة رفع الدعم… والحمد لله أنها فاتت وانقضت بأسرع مما تخيلوا! وفي خضم هذا الليل المظلم البارد، الذي كاد ظلامه أن يطمس نور الثقة والطمأنينة العامة! ولامس برده دفء مشاعر الأمان في النفوس؛ تشرق شمس الحقيقة ودفء الأمان بمؤتمر صحفي عقده «سيف الدولة» حسين هزاع المجالي؛ الذي تجسدت فيه الهيبة والوقار، والحكمة والاقتدار، ليصدق فيه مدح المتنبي بسيف الدولة الحمداني حينما قال: عَلَى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ وتَعظُمُ في عَينِ الصّغِيرِ صِغارُها وتَصغُر في عَينِ العَظِيمِ العَظائِمُ إنه بالفعل يستحق كل معنى في هذه الأبيات، بل يصدق فيه من هو أصدق من المتنبي حينما جمع بين القوة والأمانة… يقول تعالى (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)، ولا أزكي على الله أحداً إنما أزكي الصفات التي زكاها جل في علاه.