في المعركة التي يتواجه فيها مصنعو السيارات لانتاج سيارات مراعية للبيئة، تنوي شركة "هوندا" اليابانية صب اهتمامها على السوق الاميركية مع سيارة تعمل بالغاز الطبيعي وهي مصدر طاقة اقل تلويثا حتى من الكهرباء. هوندا التي تحصد منذ اكثر من عقد من الزمن الجوائز الممنوحة الى السيارات المراعية للبيئة تبيع منذ العام 1998 سيارتها من نوع "سيفيك جي اكس" الى الشركات والادارات وليس الى الجمهور العريض بعد. ومنذ العام 2005 ادخلت "هوندا" هذه السيارة في بعض الاسواق التجريبية للافراد بدءا من كاليفورنيا ونيويورك. الا ان اطلاقها على الصعيد الوطني امام الجمهور لن يحصل الا في الخريف المقبل. وهذا الامر يلتقي مع رغبة الرئيس الاميركي باراك اوباما بتعميم استخدام السيارة المقتصدة في استهلام الوقود وقد فرض حتى ان تكون كل سيارات الادارة الاميركية هجينة او كهربائية ا تعمل بمصادر طاقة بديلة بحلل العام 2015. الا ان الولاياتالمتحدة البلد الذي يبقى فيه الوقود ملك المحروقات، لا يحتل مرتبة متقدمة في سوق السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط. ثمة 12 مليون سيارة من هذا النوع في التدوال في العالم. والاسواق الرئيسية لها هي باكستان وايران تليهما الهند واميركا اللاتينية. وفي اوروبا تحتل ايطاليا المرتبة الاولى بفضل شركة فيات لصناعة السيارات. "هوندا" هي الشركة الوحيدة التي تبيع هذا النوع من السيارات في الولاياتالمتحدة. ويفيد المجلس الاميركي من اجل اقتصاد مستدام على صعيد الطاقة (اميركان كاونسيل فور ان انيرجي-افشينت ايكونومي) ان "سيفيك جي اكس" ستكون السيارة الاقل تلويثا في السوق الاميركية. فالغاز الطبيعي يبعث حوالى 30 % من ثاني اكسيد الكربون و90 % من الجزئيات، اقل من الوقود. بالمقارنة فان السيارة الكهربائية لا تصدر عنها انبعاثات ملوثة الا ان اثرها البيئي يبقى كبيرا لان 45 % من الطاقة الكهربائية الاميركية مستخرجة من الفحم الحجري. يضاف الى ذلك تأثير بطارياتها على البيئة. الى ذلك فان ارتفاع اسعار النفط وتراجع اسعار الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة قد يشكل نقطة ايحابية لشركة هوندا. الا ان ثمة سيارات اخرى تحتل سوق السيارات المراعية للبيئة في الولاياتالمتحدة مثل السيارات الكهربائية "فولت" من صنع شوفروليه و"ليف" من نيسان. وتأمل "هوندا" مضاعفة مبيعاتها من "سيفيك جي اكس" خلال السنة الاولى من طرحها في السوق لتصل الى اربعة الاف سيارة في السنة متخلفة كثيرا عن سيارة "ليف" التي تبيع 20 الفا سنويا في الولاياتالمتحدة. الا ان على سيارة "سيفيك جي اكس" التغلب على عقبة اساسية ناجمة عن عدم انتشارها في السوق. فان كان من السهل التزود بالغاز الطبيعي في المنازل من خلال المحطات الفردية "فيل" فان الرحلات الطويلة غير واردة راهنا. فالولاياتالمتحدة لا تضم سوى 870 محطة عامة يتوافر فيها الغاز الطبيعي. الا ان سعر الغاز الطبيعي ومراعاته للبيئة قد يسمحان بارتفاع نسبته 25 % سنويا في مبيعات "سيفيك جي اكس" في الولاياتالمتحدة على ما جاء في تقرير اخير لشركة الاستشارات "بايك ريسيرتش". ايرما فارغاس من سكان كاليفورنيا اشترت لوكالتها العقارية سيارة "سيفيك جي اكس" وهي راضية جدا عنها وتعتبر انها اقتصدت الاف الدولارات على صعيد الوقود. وتؤكد "من الجيد انها افضل للبيئة لكن بالنسبة لي الاهم هو الاقتصاد في المصروف". وتواصل هوندا تطوير موديلات جديدة من السيارات النظيفة. فمنذ العام 2005، تختبر الشركة اسطولا صغسرا من السيارات بطبارية تعمل على الهيدروجين وتنوي العام المقبل طرح سيارة تعمل بمحرك هجين من نوع "بلاغ ان" اي يمكن شحن بطاريتها من خلال قابس كهربائي عادي.