اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أنه أيا كانت المحصلة النهائية للاضطرابات والهزات العاصفة التي يموج بها العالم العربي، فمن الواضح أن فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا هو الفائز حتى الآن بالساحة الاقتصادية. وأشارت الصحيفة في تحليل بثته على موقعها الإلكترونى مساء الإثنين 7 مارس / آذار 2011 إلى أن روسيا التي تضخ كما أكبر من النفط تحصد أرباحا وفيرة غير متوقعة بسبب الارتفاع المفاجئ والسريع في أسعار الطاقة العالمية الذي اندلع بسبب عدم الاستقرار بمناطق النفط في الشرق الأوسط والشمال الإفريقي الذي دفع إلى التنامي المتسارع في أسعار البترول وبالتالي إلى ارتفاع قيمة الروبل الروسي على نحو أسرع مقابل الدولار خلال العام الحالي مقارنة بأي عملة أخرى، الأمر الذي يسجل تطورا مساعدا على جانب كبير من الاهمية باعتباره يمكن أن يساعد على الحد من التضخم في أسعار السلع خلال عام انتخابات الرئاسة في روسيا. ولفتت الصحيفة في هذا الصدد إلى اللقاء التلفزيونى الذي جمع بين بوتين وألكسي إل. كودرين وزير مالية روسيا الذي تم بثه بكل القنوات الإخبارية الروسية التي تمتلكها الدولة حتى يكشفا للشعب الروسي عن حجم الأرباح والفوائد التي ستعود على البلاد من وراء هلع النفط العالمي الذي بات الشبح الذي يلاحق الدول خشية القصور في إنتاج النفط. وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء بترول يقولون إن القدرة الإنتاجية العالمية للنفط مازالت أكبر بكثير مقارنة بالطلب العالمي ومن ثم فإن القفزات التي تشهدها أسعار النفط إنما ترجع بالأكثر إلى مجرد الخوف أكثر من أنها تسجل واقعا فعليا على أرض الواقع. وأضافت الصحيفة أنه من دواعي ارتياح روسيا أيضا أنها خارج مجموعة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وهي ميزة تطلق لها العنان لضخ ما يكفي من النفط دون أي قيود، فضلا عن عدم خشيتها من اندلاع ثورة اجتماعية في ظل أجهزة الشرطة السرية القوية وشعبها الذي يتفوق فيه المسنون على الشباب.